أكاذيب يهودية.. هل كانت العدالة غائبة عن مصر القديمة؟
طالت الكثير من الكتابات الأجنبية عدد كبير من الشائعات، التي تم ترسيخها في أذهان العالم، حول المصريين القدماء، ومن أبرز هذه الأفكار المغلوطة أن "العدالة" كانت غائبة في مصر القديمة.
وفقًا لكتاب د.وسيم السيسي، عالم المصريات بعنوان "المسكوت عنه في التاريخ"، أن مثل هذه الشائعات هي إدعاءات وأكاذيب اليهود عن الحضارة المصرية.
هل كانت العدالة غائبة عن مصر القديمة؟
كما يشير د.محمود السقا، أستاذ القانون في جامعة القاهرة، إلى أنه "كان القانون في مصر القديمة عالميًا في مراميه، عادلًا في أحكامه، صافيًا في مواده، دهشة للمؤرخين، ذلك لأنه قام على دعامتين وهما العدل أساس الملك، العدالة الاجتماعية، فالكل أمام القانون سواء".
ومن أبرز الدلائل التي تؤكد أن مصر هي أول من عرفت "العدالة" أن "سولون اليوناني" جاء إلى مصر، واعتنق الأمونية ليتمكن من دخول المكتبات التي في المعابد لدراسة القانون ثم عاد إلى أثينا بالقانون المصري وأسماه "قانون سولون".
منها انتشر القانون، فجاءت روما وأخذت قانون سولون واسمته "قانون جوستنيان والألواح الأثني عشر"، وأيضًا جاءت فرنسا وأخذت نفس القانون من روما واسمته "قانون نابليون"، ثن جاءت إلى مصر، وأخذت القانون من فرنسا.
وهكذا وصف رحلة القانون المصري من مصر القديمة وحتى عاد إلينا مرة أخرى عن طريق فرنسا: بضاعتنا وقد ردت إلينا!
المحكمة في مصر القديمة
ومن أبرز المشاهد التي تؤكد، حضور "العدالة" والقانون بمصر القديمة، عندما كان المصري القديم يعرف أنه سيحاكم أمام محكمة العدل الإلهية بعد الموت، وسوف يتلو على القضاة (42 قاضيًا) اعترافًا إنكاريًا ينكر فيه كل الذنوب والخطايا التي نهى عنها الله.
ومن أشهر هذه الخطايا التي كانت مُحرمة في "مصر القديمة" هى: لم ألوث مياه النيل، لم أكذب أو أسرق أو أزن، لم أكن سببًا في دموع إنسان، لم أكن سببًا في شقاء حيوان، لم أعذب نباتًا بأن نسيت أن أسقيه ماء!
وفي واقعة شهيرة، تشكلت المحكمة من 15 قاضيًا، لمحاكمة أميرين في الأسرة المالكة في عهد رمسيس الثالث وحكمت المحكمة بإعدامهما بتهمة الخيانة.
ولما اكتشفت المحكمة أن قاضيين كانا متواطئين مع القصر، حكمت بإعدامهما، فانتحر القاضيان قبل تنفيذ الحكم، مما يدل على رفعة العدالة في مصر القديمة.