رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار سقارة.. حلم الفراعنة فى مصر القديمة ولغز العلماء بالعالم الحديث

سقارة
سقارة

تعد منطقة سقارة لغزًا لكل علماء الآثار حول العالم، فهي موطن لعدد كبير من مومياوات مصر القديمة ومقابرها ونحو عشرة أهرامات، ففي كل عام، يكتشف الباحثون اكتشافات جديدة في الموقع، بما في ذلك أقنعة المومياء، ولفائف كتاب الموتى، وحتى ورش التحنيط، ليكتشف العلماء أن سقارة كانت حلم الفراعنة في مصر القديمة.

أسرار سقارة.. لماذا كانت المكان المفضل لدفن الفراعنة؟

وبحسب تقرير لمجلة "لايف ساينس" الأمريكية، اليوم، تم استخدام سقارة منذ آلاف السنين، و"اختلفت أسباب دفنها في الموقع مع مرور الوقت"، كما قال نيكو ستارينج، عالم المصريات والباحث الضيف في جامعة ليدن.

وأضاف للمجلة أنه من الصعب المبالغة في أهمية مدينة ممفيس بالنسبة لسقارة.

وتابع: "يجب أن يُنظر إلى سقارة على أنها عنصر من عناصر البيئة الحضرية المعيشية الأوسع، لقد قام سكان ممفيس الأحياء بتشكيل وإعادة تشكيل المقبرة على مدى أجيال عديدة، وبالتالي كان تاريخ حياة كل من المدينة ومقبرتها متشابكًا بشكل وثيق".

وأشار إلى أنه أثناء دفن الفراعنة، قام عدد كبير من مسئولي بلاطهم ببناء ما يسمى بمقابر المصطبة في المناطق المجاورة لهم، موضحًا أن المقابر في سقارة لم تكن مخصصة للملوك فقط.

بينما أكدت سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن أحد الأسباب المهمة هو قربها من مدينة ممفيس، حيث كانت سقارة هي الجبانة الرئيسية المرتبطة بالعاصمة ممفيس، والتي ظلت إلى حد كبير مركزًا إداريًا عبر تاريخ مصر، فضلًا عن كونها مركزًا دينيًا رئيسيًا يحتفل بعبادات مجموعة متنوعة من الآلهة.

وأكدت المجلة الأمريكية، أن سقارة حظيت بالتبجيل لأن بعض الفراعنة المصريين الأوائل بنوا مقابرهم هناك، فخلال الأسرة الثانية "حوالي 2800 إلى 2650 قبل الميلاد"، قام الفراعنة حتبسخموي ورينيب ونينتجر ببناء مقابر في الموقع، حسبما قالت لارا فايس، الرئيس التنفيذي لمتحف رومر وبيليزايوس في ألمانيا.

اشتهر فرعون الأسرة الثالثة زوسر ببناء الهرم المدرج في سقارة، كما قام العديد من الفراعنة الآخرين، مثل فراعنة الأسرة الخامسة أوسركاف وأوناس وجدكارع إسيسي، ببناء الأهرامات في الموقع.

وتابعت المجلة الأمريكية، أنه حتى في عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 إلى 1070 قبل الميلاد)، وهو الوقت الذي كان يُدفن فيه الفراعنة في وادي الملوك على بعد حوالي 300 ميل "483 كيلومترًا"، كان العديد من المسئولين لا يزالون يريدون أن يُدفنوا في سقارة. 

وقال ستارنج إن هذا حدث بسبب تاريخ الموقع وارتباطه بالآلهة المصرية، وبينما كان الملوك يدفنون في وادي الملوك بطيبة، قام أهم إداريي المملكة ببناء مقابرهم على شكل معابد في سقارة، في موقع مشبع بالتاريخ وموقع كان يعتبر مقرًا لمختلف الشخصيات البارزة".