المقاول بدرية الأسوانية: تحملت الصعاب لتربية أبنائي.. وأتمنى مقابلة قرينة الرئيس

تعمل في مهنة يسيطر عليها الرجال، ونافستهم واستطاعت خلال سنوات أن تكتسب خبرة وضعتها بين كبارهم، وبدأت “بدرية بسطاوي” رحلتها مع عالم المقاولات، مجبرة لا مخيرة، بعد أن وضعتها ظروفها الأسرية في موقف الطريق الواحد، إما أن تسير فيه متحملا المسؤولية، أو تنهار مكانك وتخسر كل شيء.

وفاة والدها وزوجها حول حياة الموظفة الحكومية بشكل جذري، وانتهت سنوات الرفاهية المتوفر فيها كل شيء، وباتت هي كل شيء لأبناءها، ومطالبة بتوفير ما كان يأتيهم ف يحياة والدهم، وانقلب مسار حياة السيدة إلى المسئولية والكفاح لتربية 3 أطفال.

“بدرية” كانت موظفة حكومية، ومع تحمل زوجها تكاليف المنزل كان الأمر جيدا بالنسبة لها من الناحية المالية، ومع وفاته أدركت أن الراتب الشهري لا يلبي المتطلبات، فاتخذت قرار النغامرة بتقديم استقالتها، واتجهت إلى مهنة "المقاولات"، وهي ذاتها مهنة أبيها وزوجها أيضًا.

الأسوانية بدرية بسطاوي.. يسيدة بدرجة مقاول

تقول بدرية: "أنا كنت سيدة مدللة وعايشة فى مستوى اجتماعى كويس جدا لأن والدى كان شغال فى مهنة المقاولات، ولما اتجوزت كنت عايشة فى نفس المستوى لأن جوزى في نفس المهنة، بس بعد وفاتهما فجأة لقيت الدنيا اتزلزلت من تحتي والوظيفة مش هتجيب حاجه علشان كده اختارت اشتغل مقاول، واضطرتني الظروف ليها، عشان أعرف أعمل فلوس وأربي أولادي".

أضافت لـ"الدستور"، أنها فى البداية كانت ربة منزل وبعد سنوات من الزواج مرض زوجها ولجأت إلى العمل في الوظيفة الحكومية لتساعده فى مصروفات المنزل وأطفالهما الـ3، ولكن بعد فترة توفي ولحق بأبيها، وهنا تحولت حياتها نهائيًا، ولم يكن أمامها إلا تحمل المسئولية بكامل صعابها للعبور بأبناءها إلى بر الأمان.

أوضحت أنها بعد فترة تركت الوظيفة الحكومية، حيث أن الراتب الشهري لم يكن كافيًا لتوفير احتياجاتها هي وأطفالها، وقتها كان الصندوق الاجتماعي يوفر تدريبا لشباب المقاولين من الجنسين، فقررت الالتحاق به مباشرة حتى تكسب مهارات المقاولات وتتستكمل مسيرة زوجها ووالدها.

المقاول “بدرية”.. وبدأت الرحلة

تقول بسطاوي، إن بعد انتها ءالتدريب ساعدهم الصندوق الاجتماعي في استخراج أوراق مزاولة المهنة، ومن خلاله نزلت إلى السوق، من خلال شرط أساسي على المقاولين الكبار، وهو نزول الشباب معهم للتدريب على المهنة عمليا، ما ساهم بشكل كبير في اكتساب الخبرات.

حول الصعاب التي وجهتها في بداية عملها، ذكرت أن بداية العمل فى هذه المهنة لم يكن سهلًا أبدًا، حيث أنها واجهت العديد من الصعوبات، لكنها جعلتها أقوى، قائلة "الموضوع كان صعب جدا ومفيش راجل متقبل ده، يعني إيه مقاول ست وتدير ناس وتحديدا فئة العمال، كونهم فئة صعبة ومتقبلش الست تبقي ريسة عليهم".

استكملت، أنها كانت تتحدى كل الصعاب بإثبات نفسها فى العمل والالتزام بكلمتها حتى أصبحت معروفة، واستطاعت توفير فرصة عمل لـ30 عاملا، إلى جانب العمالة الموسمية الإضافية.

وصلت بدرية بسطاوي إلى 20 عامًا من الخبرة في مجال المقاولات، واستطاعت من خلالاها صناعة اسم بارز لها في هذا المجال على الرغم من الصعوبات والمشقة التي واجهتها فى بداية الأمر، كما أنها بالتعب والكفاح ساندت أبناءها حتى استطاعوا جميعهم الحصول على مؤهلات عليا، وأحدهم يعمل معها في نفس المجال.

اختتمت “المقاول بدرية” حديثها لـ"الدستور" بقولها: "أنا أمنيتي إني أقابل الست المصرية العظيمة انتصار السيسي، قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسي، هي دايما بتدعم المرأة المصرية وبنحس إنها واحدة مننا".