الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى كيرلّس رئيس أساقفة الإسكندريّة
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى كيرلّس رئيس أساقفة الإسكندريّة الذي نصب بطريركاً للإسكندرية سنة 312. فكان بطل الايمان القويم ولاهوتيَّ الكنيسة ضد أضاليل نسطوريوس بطريرك القسطنطينيّة، المنكر على العذراء مريم لقب "والدة الإله". وكان المعلم اللامع والكلمة المسموعة في المجمع المسكوني الثالث المنعقد في افسس سنة 431. وقد رأس المجمع باسم البابا سلستينوس أسقف روما. انتقل إلى الله سنة 444 في السنة الثانية والثلاثين لبطريركيته. خلّف مؤلفات هامة وكثيرة في شرح الكتاب الإلهي ومختلف النقاط اللاهوتية.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: إنّ المسيح، حثّنا على اختيار نيره اللّطيف بدل اختيار نير العبوديّة الثقيل وذلك كمثل طبيبٍ حكيم يُعْلِمُ مرضاه بالحسنات الّتي قد يجنونها من خلال اتّباعهم لنصائحه والأخطار الّتي سوف تواجههم في حال العكس. كما حثّنا الرّب على أن نشهد عن حبّنا له من خلال احتقارنا للخيرات الزّائلة... وقد قالَ لنا إنّ الشرور التي تُسبِّبها لنا الثّروات ليست اجتذاب السارقين فحسب، إنّما ملء نفوسنا بالظلمات الكثيفة أيضًا. فالجرح الكبير الذي تُحدثُه هو إبعادنا عن خدمة الرّب يسوع وتحويلِنا إلى عبيدٍ لسيّدٍ جامدٍ وفاقد الحسّ. "لا تَستَطيعونَ أن تَعمَلوا للهِ وللمال". أيّها الإخوة، فَلنَرتَجفْ لكوننا نرغم الرّب يسوع على ذكر المال وكأنّه إله عدوّ لله.
لكنّكم قد تقولون: "ألم يكن الآباء الأقدمون أثرياء؟" لقد كان لإبراهيم وأيّوب خيرات كثيرة، فهل كانت فضائلهم أقل بسبب ذلك؟ أقول لكم إنّنا لا نتكلّم عن الذين كانوا يملكون الثروات، بل عن الذين تركوا تلك الثروات تَتملّكهم. لقد كانَ أيّوب ثريًّا؛ لكنّه كانَ يستخدمُ المال ولم يكنْ يخدمُه. كان سيّدَ المال، لا عبدَه. لقد استعمل خيراته لكي يساعد الفقراء... كان يعتبر خيراته كمخزنٍ يقوم بإدارته وكان يعتبرُ نفسه موزِّعًا للخيرات، لا مالكًا لها... لذا، لم يحزنْ قطّ حين خسرَها.