الأسطى يحيي يطالب بفصل دراسي في المدارس الفنية لتعليم أصول صناعة الجريد
قال الأسطي يحيي أبو هشام 50 سنة، أن مهنة صناعة الجريد من أقدم المهن المتوارثة وهي تعتمد على جريد النخل في الصناعات مثل الكراسي والأقفاص بأنواعها التي تستخدم في المخابز لوضع الخبز عليها أو صناعة اقفاص الطيور.
وأضاف “أبو هشام” أن يوجد عمال متخصصين يقومون بقطع الجريد من علي النخل ويتم تجهيزه وإحضاره للعمل به وتصنيعها حيث أعمل في المهنة منذ 45 عام وتوارثتها عن والدي بعد وفاته وقمت بتطوير المهنة بدل صناعة اقفاص العيش والطيور قمت بالعمل علي نفسي وصناعة الكراسي والترابيزات بالجريد وهذا مطلوب من الزبائن بكثرة، ولكن مع التقدم والتطور الصناعي يوجد منتجات كثيرة ظهرت من صناعة البلاستيك والتي اثر علي المهنة والطلب عليها، مؤكدا أن الصناعات البلاستيكية غير صحية وتسبب الأمراض لمستخدميها بسبب وضع الطعام في الأواني البلاستك تتفاعل معها مما تؤثر علي الصحة العامة بالعكس عندما تضع الطعام أو الخضروات أو الفاكهة في الأقفاص المصنوعة من الجريد لا تسبب ضررا لأنها مصنوعة من خير الطبيعة.
أبو هشام طالب بإنشاء فصل دراسي في المدارس الفنية الصناعية لتعليم الطلاب أصول المهنة، لأن البعض لا يعرف شيئًا عنها نظرًا لكونها مهنة قديمة من التراث، ويمكن أن تنافس في الصناعات وتصدر للخارج، ولكن لا يتم التركيز عليها. يجب زيادة الصناعة وتعليم الشباب الصاعدين على أصول المهنة وكيفية صناعة الجريد وتشكيله.
وقال الحاج العربي أحمد، البالغ من العمر 72 عامًا، صاحب أقدم ورشة لصناعة منتجات الكانية في منطقة العطارين وسط محافظة الإسكندرية، إنه تعلم مهنة "الكانية"، وهي صناعة الموبيليا بالخصوص والخيزران، من عمه منذ أن كان عمره 8 سنوات. واستمر معه في العمل حتى بلوغه سن ال 40 عامًا، وبعد وفاة عمه، استمر في مسيرته بالمهنة لكي لا تُغلق الورشة وتنتهي المهنة.
من المهن القديمة
وأضاف الحاج العربي أن تلك المهنة تعتبر من المهن التراثية القديمة منذ أكثر من 100 عام، وتعتمد على العمل بالخشب الخيرزان الرفيع وتشكيله على شكل مربعات صغيرة تستخدم في صناعة الموبيليا الخاصة لمنتجات الكانية.
وأشار صاحب أقدم ورشة لصناعة المنتجات الكانية، إلى أن مهنة الكانية تستخدم فيها الخشب، ثم بعد ذلك يتم تخريم الكرسي باستخدام خرزان الخيرزان الرفيع، ثم يتم تشكيله بشكل بروز حتى يصل إلى الشكل النهائي المطلوب من العميل.
وأكد أن هذه المهنة سهلة وبسيطة جدًا، والأمر الأهم فيها هو الهدوء والصبر لضمان دقة العمل بالخيرزان، مما جعله يستمر في مزاولتها حتى الآن. وأكد أن تصنيع كرسي الكانية يشبه إلى حد كبير تصنيع الأثاث المنجد، والفرق بينهم يكمن في استخدام خرزان الخيرزان في الكانية، والذي يتم استيراده من سنغافورة وإندونيسيا.
وأضاف أن المهنة أساسها من اليونان وانتشرت قديمًا، كما أنها منتشرة في عدد من الدول الحالية مثل اليونان وقبرص وسوريا ولبنان، حيث يتم تجهيز الكرسي الواحد في وقت قصير من ساعتين إلى ثلاث ساعات حتى يتم الانتهاء منه. وأشار إلى أنه قام بتعليم أبنائه المهنة ويشاركونه في العمل لكي لا تنقرض المهنة.