رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آخرها "ود النورة".. "الدعم السريع" تواصل مجازرها بحق الأبرياء فى السودان

مجزرة ود النورة في
مجزرة ود النورة في ولاية الجزيرة السودانية

تصدرت قرية "ود النورة" بولاية الجزيرة في السودان حديث السودانيين على مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، وذلك عقب انتشار صور ومقاطع فيديو تظهر "مجزرة مروعة" ارتُكبت بحق المدنيين فيها، حيث شوهد عشرات الجثث مرصوصة جنبًا إلى جنب استعدادًا لدفنها، وسط تأكيدات بأن المجزرة ارتُكبت بيد ميليشيا الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ نحو 14 شهرًا.

وتسيطر ميليشيا الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو على ولاية الجزيرة منذ ديسمبر 2023، ومنذ ذلك الوقت تعمد الميليشيا إلى مداهمة قرى الولاية مرتكبة بحق سُكانها العُزل أفظع الجرائم التي تشمل القتل والاختطاف والاغتصاب والتهجير القسري ونهب الممتلكات بما في ذلك المحاصيل والأثاث المنزلي.

ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، فقد قتل أكثر من  100 من أهالي قرية "ود النورة"؛ إثر اقتحام قوات الدعم السريع البلدة الواقعة بمحلية 24 القرشي، أمس الأربعاء، وقيامها بعمليات سلب ونهب واسعة لممتلكات وسيارات الأهالي، وسط تداول صور القتلى، وتحذيرات من وقوع جريمة حرب.

ونقلت عن شاهد عيان عن شن "الدعم السريع" هجومًا على القرية بعدد 35 عربة قتالية، وأطلق الجنود النيران بشكل عشوائي على الأهالي الذين خرجوا لمعرفة ما يدور، وأفادت بسقوط 140 قتيلًا وجرح ما يزيد على المائتين.

ووسط تضارب أعداد ضحايا المجزرة في ظل انقطاع الاتصال والإنترنت عن المنطقة، تحدث ناشطون عن مقتل 200 مدني على الأقل، وأنها جاءت عقب تحذير لجان مقاومة مدني، صباح الأربعاء، من الحصار المحكم الذي فرضته قوات الدعم السريع على "ود النورة" مع إطلاق وابل من الذخائر في محاولة لاقتحام البلدة.

جريمة “ود النورة” إبادة جماعية مكتملة الأركان

وفي مقطع فيديو تم تصويره أثناء دفن ضحايا المجزرة في ميدان عام وسط تجمع غفير من السكان، قالت لجان مقاومة مدني: "إن قرية ود النورة شهدت إبادة جماعية بعد هجوم ميليشيا الدعم السريع عليها مرتين وقتل ما قد يصل إلى 100 شخص".

وأضافت: "أن ما حدث في القرية مجزرة وجريمة مكتملة الأركان قامت بها قوات الدعم السريع، فيما لا يزال الجيش متصلبًا داخل محلية المناقل".

وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع "هاجمت المعسكرات، التي تضم عناصر من الجيش وجهاز المخابرات العامة وكتيبة الزبير بن العوام التابعة للإسلاميين، في غرب وجنوب وشمال منطقة ود النورة"، وقامت بنهب القرية التي شهدت نزوح جميع النساء والأطفال منها نحو مدينة المناقل، مستنكرة عدم استجابة الجيش لاستنجاد الأهالي الذين استغاثوا به.

مجلس السيادة يصف مجزرة "ود النورة" بـ"البشعة"

وقال مجلس السيادة، في بيان، إن ميليشيا الدعم السريع أقدمت على ارتكاب مجزرة بشعة بحق المدنيين العزل في "ود النورة"، راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين، حيث تضاف هذه الجريمة لسلسلة الجرائم التي ترتكبها، وهي أفعال إجرامية تعكس سلوكها في استهداف المدنيين وتهجيرهم قسريًا، وفقًا للبيان.

وطالب مجلس السيادة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة واستنكار جرائم الدعم السريع ومحاسبة مرتكبيها، إعمالًا لمبدأ عدم الإفلات عن العقاب.

إدانات حزبية لمجزرة "ود النورة" المروعة

وأدان حزب الأمة، بقيادة مبارك الفاضل، انتهاكات قوات الدعم السريع المستمرة بحق المواطنين في القرى، واصفًا الهجوم الذي شنته على قرية ود النورة بـ"العنيف"، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين.

كما أدان حزب المؤتمر السوداني المجزرة ووصفها بالجريمة البشعة. وقال: "قوات الدعم السريع نفذت مجزرة حقيقية وجريمة بشعة في قرية ود النورة، راح ضحيتها عشرات المدنيات والمدنيين فاقت أعدادهم المائة وأعداد كبيرة من الإصابات". ودعا الدعم السريع إلى التوقف فورًا عن ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات في حق الأبرياء العزل في إقليم الجزيرة وغيره.

مقتل صحفيين في مجزرة “ود النورة” 

ونعت نقابة الصحفيين السودانيين مقتل الصحفي بوكالة السودان للأنباء، مكاوي محمد أحمد، خلال الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع على قرية ود النورة التي نزح إليها بعد اندلاع الحرب.

وفجر الأربعاء، قتل الصحفي معاوية عبدالرزاق مع ثلاث من أفراد أسرته على يد قوات الدعم السريع في منطقة الدروشاب بالخرطوم بحري، خلال اقتحامها منزلهم.

مجازر الدعم السريع في الولايات الأكثر تأثرًا بالحرب

وتأتي مجزرة "ود النورة" بعد ثلاثة أيام من مهاجمة قوة تتبع الميليشيا المتمردة، قرية "ود الأمين" ريفي أبوعشر، حيث اقتحمت المنازل بغرض السرقة دون أن تسلم من مطامعهم أقل المبالغ المالية والممتلكات، حسب ما أعلنت لجان مقاومة الحصاحيصا بولاية الجزيرة.

وقالت لجان المقاومة: إن قوات الدعم السريع لا تزال تمارس الانتهاكات ضد المواطنين العُزل، تحت سياسية الحامي والجلاد، لتجعل من أسطورة التفلت حقيقة موضوعية كأن هناك طرفان للمعادلة".

وأضافت: "إن مكامن حلول الدعم السريع هي الانخراط في صفوف الميليشيا لدرء الهجمات البربرية وحماية القرى من نعرات التفلت وتوسيع دائرة (التمليش) حتى تتم عسكرة مجتمعات الجزيرة بشكل كامل".

وأشارت إلى أن الميليشيا تعرض على أهالي القرى تجنيد أفراد فيها مقابل الحماية، وهي خطوة لا تجد قبولا من المجتمعات المحلية التي تعتاش على الزراعة والتجارة اللذين تعطلا بصورة شبه كاملة، بحسب ما نقلت "سودان تربيون".

وفي أبريل الماضي، أكدت منظمات شعبية وطبية سودانية ارتكاب قوات الدعم السريع مجازر راح ضحيتها عشرات المواطنين في ولايات الجزيرة، وشمال دارفور، وجنوب كردفان.