ليس بنتنياهو وحده وبيانات الجامعة العربية تنتهى حرب غزة!
أقرأ الكثير من المقالات والتحليلات التى تربط حرب غزة وتلخصها فى شخص بنيامين نتنياهو "رئيس وزراء إسرائيل"، وكأنه وحده صاحب قرار الحرب دون شركاء له. وكأنه المتطرف والمتشدد سياسيًا الوحيد.
قرار الحرب الإسرائيلية على غزة هو قرار لآلة الحرب الإسرائيلية بموافقة قادة الجيش الإسرائيلى، الذى يتحمل كل تلك المواجهات ويقوم بكل تلك العمليات. وحتى لو كان من اتخذ قرار الحرب هو نتنياهو لكونه الحلقة النهائية فى صناعة هذا القرار، فإن الإعداد والتخطيط للوصول إلى التنفيذ هو عمل جماعى مشترك للحكومة الإسرائيلية كلها، بدعم من الكنيست الإسرائيلى وجميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
الواضح من كل التصرفات الإسرائيلية أن تلك الحكومة لن توقف عملياتها التى خططت لها. بل وتقوم بتوسيع عملياتها للقضاء على حركة حماس. وذلك يعنى أنها ستستمر فى احتلال قطاع غزة لفترة غير محددة، لفرض نظام محدد من رؤيتها لمستقبل إدارة هذا القطاع حسب ما يتراءى لهم.
والأكيد منذ 7 أكتوبر أن إسرائيل وحركة حماس ليستا لديهما على السواء أى إرادة حقيقية للهدنة، وكأن كل طرف من مصلحته استمرار الحال كما هو عليه، بل والتصعيد من أجل تحقيق المزيد من المكاسب المباشرة، وادعاء الانتصارات الوهمية. مثلما تقوم أمريكا بجهود ضخمة دون أى نتائج مؤثرة.
الموقف الحالى يتلخص فى أن هذه الحرب أصبحت بمثابة معركة وجود لإسرائيل. وهو ما ظهر مع سقوط ادعاءاتها بعدم استهداف المدنيين كما حدث من ضرب مخيم تل السلطان، وضرب النازحين الفلسطينيين العزل.
فى الوقت الذى تقوم فيه إسرائيل بتحدى المجتمع الدولى، يزداد التعاطف الشعبى الدولى بشكل حقيقى أكثر من الموقف العربى مع قضية الشعب الفلسطينى، وتتضامن المؤسسات الأممية مثل محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية معه.. فى تأكيد للمسئولية الدولية إنسانيًا تجاه الشعب الفلسطينى فى الضغط على استمرار إرسال المساعدات وفتح معبر رفح وإعادة تشغيله، والأهم وقف دعوات الحرب التى يطلقها رواد "فيسبوك" دون أى مسئولية مجتمعية سوى توريط مصر فيما ليس لها رغم أنها الوحيدة التى تتحمل تبعيات القضية الفلسطينية منذ أكثر من 75 سنة.
نقطة ومن أول الصبر..
تعاطف الأمم المتحدة وزيارة أمينها العام معبر رفح هو شكل دولى للتضامن الإنسانى. وهو ما سقط من حكمة الجامعة العربية وذكائها بعد أن اكتفت كالعادة بالجلسات والبيانات والبدلات.. بدون ذهاب الأمين العام للجامعة أو غيره من القيادات للتضامن مثلما فعلت الأمم المتحدة من منطلق مسئولياتها وحدود مساحة تحركها. واكتفت الجامعة العربية بالوجود فى المشهد سواء لحفظ ماء الوجه، أو من أجل الحفاظ على مكتسبات الوجود الإعلامى فى صور القمم الدولية لأكبر وقت ممكن قبل إعلان النهاية. وانتهاء طموحات البعض وأحلامهم لدور دبلوماسى مختلف.
أمريكا المختطفة في يد إسرائيل!
يا ترى، الجامعة العربية فى يد من؟!