انطلاق الدورة التدريبية حول "المرأة العربية وريادة الأعمال"
انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات الدورة التدريبية "المرأة العربية وريادة الأعمال" التي تعقدها منظمة المرأة العربية عبر تطبيق "زووم" على جزئين، الأول في الفترة (4-6 يونيو 2024) وتستأنف أعمالها يومي (11-12 يونيو 2024، وتشارك فيها مجموعة كبيرة من المتدربات من الدول العربية.
وتستهدف الدورة التي تمتد على مدار ثلاثة أيام بناء قدرات المشاركات في مجال إدارة مشروع صغير بدءً من اختيار الفكرة وإعداد دراسات الجدوى ودراسة السوق إلى عملية الإدارة والتخطيط وإعداد الموازنة واستراتيجيات التسويق وغيرها.
وفي كلمتها في افتتاح الورشة، وجهت الدكتورة فاديا كيوان المديرة العامة للمنظمة تحية حارة للخبراء المدربين/المدربات، كما رحبت بسائر المشاركات، لافتة إلى أن المنظمة تلقت ترشيحات من الدول للمشاركة في هذه الدورة، كما فتحت الباب لمن ترغب في ترشيح نفسها، وحينها ورد فوق الـ1900 طلبًا للمشاركة من سيدات مهتمات بموضوع الدورة. وعليه، واتساقًا، مع رسالة منظمة المرأة العربية في خدمة المرأة، قررت المنظمة جدولة دورات متلاحقة في الموضوع لإفادة أكبر عدد ممكن من النساء.
كما أعلنت أنه سيتم استكمال هذه الدورة الافتراضية بمحتوى آخر أكثر تطورًا في دورة تعقدها المنظمة حضوريًا وتدعي للمشاركة فيها حصرًا بعضًا من المتدربات المشاركات في الدورة الراهنة، واللواتي يظهرن تميزًا في الأداء واهتمامًا ملموسًا بالموضوع، لاسيما وإن كن مقبلات على تأسيس مؤسسات صغيرة.
وأوضحت أن هناك سوء فهم فيما يتعلق بالمؤسسات الصغيرة يتمثل في الظن أن هذه المؤسسات يتم إنشاؤها بهبات وتبرعات وأن بقاء المؤسسة الصغيرة يرتبط بتواصل الدعم المالي لها. وأكدت أن هذا غير صحيح لأن المؤسسة الصغيرة عمل اقتصادي يبغي الربح، وحتى إذا كانت البداية مدعومة بهبة أو قرض ما، فالاستمرار يقتضي أن تطور المؤسسة قدرات ذاتية للعمل وتأمين الأموال وتحقيق الربح.
كذلك أشارت الدكتورة كيوان، إلى أن المؤسسات الصغيرة باتت ذات أهمية كبيرة في الاقتصاد اليوم. مشيرة إلى أن تحقيق التراكم الرأسمالي جنبا إلى جنب مع تنامي القدرات التكنولوجية والذكاء الصناعي قلل الحاجة لليد العاملة وقلل من فرص العمل لذلك يبرز التوجه لتشجيع الجميع لبدء المشروعات الخاصة.
وأضافت أن النساء لديهن اهتمام أكبر بهذا الموضوع إذ باتت المرأة اليوم أكثر وعيًا بأهمية أن تكون فاعلة ومنتجة مشيرة إلى أن إنتاجية المرأة تفيد أسرتها وتنهض بمجتمعها ككل. وأوضحت سيادتها أن نسبة عمل المرأة في العالم العربي هي من أدنى النسب العالمية إذ تتراوح بين 20-24%، مما يوضح أهمية العمل الهادف لبناء قدرات النساء اقتصاديا لدعم مجتمعاتها التي ترزح تحت عبء أزمات اقتصادية تتعدد أسبابها وعلى رأسها النزاعات المسلحة وأوضاع النزوح والتهجير الفسري وغيرها.
وأكدت أن رسالة منظمة المرأة العربية في بناء قدرات المرأة اقتصاديا تنطلق من أن المرأة المُمكنة المنتجة تدعم أسرتها بالكامل كما تدعم مجتمعها، مضيفة أن بناء قدرات المرأة هدفه تمكينها من تحمل مسؤولياتها كاملة كمواطنة. لافتة إلى اختلاف هذه الرؤية عن المدخل الحقوقي التقليدي الذي ينظر للمرأة كضحية وحسب، فالمرأة فاعل ومشارك رئيسي في تحمل المسؤولية الاقتصادية والسياسية. مؤكدة أنه خطاب جديد تسعى المنظمة لترسيخه.
وفي الختام كررت التحية لهيئة التدريب، كما أكدت أنها تشد على يد النساء اللواتي قررن إطلاق مؤسسات جديدة أو تطوير مؤسساتهن متمنية لهن الإفادة من مثل هذه الدورات ليكن قادرات على النجاح في تحدي "إنشاء مؤسسة اقتصادية تسعى للربح وقادرة على الاستقلال حتى عن الجهات الداعمة لها في الأساس".
يحاضر في الورشة مجموعة من الخبراء/الخبيرات من عدة دول عربية.