رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد لوكليانوس

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد لوكليانوس الذي استشهد في عهد الإمبراطور اورليانوس في نيكوميذية، وكان قبل تنصّره كاهناً للأوثان.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: إنّ الإنجيل الذي قرأناه للتوّ يدعونا إلى التفكير في ماهيّة هذا الحصاد الذي يتكلّم عنه الربّ: "الحَصادُ كثيرٌ ولكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون، فاسأَلوا رَبَّ الحَصَاد أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه". ولهذا أرسلَ، إضافة إلى التلاميذ الاثني عشر الذين دعاهم رسلاً (مُرسَلين)، إثنين وسبعين آخرين. وجميعهم، كما نستنتجُ من كلامه، أرسلَهم ليعملوا على حصادٍ حاضرٍ. أيّ حصادٍ؟ لم يكونوا ليحصدوا عند الوثنييّن حيث لم يتمّ الزرع بعد. إذًا، الحصاد المعنيّ هو في وسط اليهود؛ إنّ ربّ الحصاد أتى ليحصدَ بين اليهود. أمّا بالنسبة إلى الشعوب الأخرى، فهو أرسلَ زارعين لا حصّادين. أمّا عند اليهود، فالوقت كان للحصاد. وفي الأمم الأخرى، كان وقت الزرع. وهو قد اختارَ الرسل فيما كان هو يحصدُ بين اليهود. وكان أوان الحصاد والزرع قد نضجَ لأنّ الأنبياء كانوا قد أتمّوا الزرع.

ألم يقل الرّب لتلاميذه:"أَما تَقولونَ أَنتُم: هي أَربعةُ أَشهُرٍ ويأتي وَقْتُ الحَصاد؟ وإِنِّي أَقولُ لَكم: اِرفَعوا عُيونَكم وانظُروا إِلى الحُقُول، فقَدِ ابْيَضَّت لِلحَصاد" (يو 4: 35). وقال أيضًا: "إِنِّي أَرسَلتُكُم لِتَحصُدوا ما لم تَتعَبوا فيه. فغَيرُكُم تَعِبوا وأَنتُم دَخلْتُم ما تَعِبوا فيه" (يو 4: 38). وأولئك الذين تعبوا هم إبراهيم، وإسحق، ويعقوب وموسى وسائر الأنبياء؛ لقد تعبوا ليزرعوا. وعند مجيئه، وجدَ الربّ الحصاد حاضرًا، فأرسل الحصّادين مع منجل الإنجيل.

سأضيف هذه الفكرة: كان المخلّص يعرف بعض الأمور التي اعتبر أنّ التلاميذ لا يستطيعون احتمالها بالرغم من كلّ التعليم الذي كانوا قد تلقّوه. فللأسباب التي ذكرتها، أبقى هذه الأمور مخفيّة. وكان يكرّر لهم أنّ الرُّوح سيعلّمهم كلّ شيء لدى مجيئه.