ما بعد مقترح بايدن.. مصر وأمريكا وقطر: ندعو إسرائيل و«حماس» لاتفاق وقف إطلاق النار
دعت مصر والولايات المتحدة وقطر- بصفتها وسطاء فى المناقشات الجارية لضمان وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين- كلًا من حركة «حماس» الفلسطينية وإسرائيل إلى إبرام اتفاق يجسد المبادئ التى حددها الرئيس الأمريكى جو بايدن فى تصريحاته، الجمعة الماضى.
وأكدت الدول الثلاث- فى بيان مشترك أمس- أن تلك المبادئ تجمع مطالب جميع الأطراف معًا فى صفقة تخدم المصالح المتعددة، ومن شأنها أن تنهى بشكل فورى المعاناة الطويلة لكل سكان غزة، وكذلك المعاناة الطويلة للرهائن وذويهم، مشددة على أن الاتفاق يقدم خارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الأزمة.
وأكدت مصر أنها ستظل على موقفها الراسخ، فعلًا وقولًا، برفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وذلك فى كلمة ألقاها الوزير مفوض كامل جلال، مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية، أمس، أمام الدورة الـ١١١ لمؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين فى الدول العربية المضيفة بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.
وقال مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية إنه انطلاقًا من إيمان مصر الراسخ بأنها تقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وتمسكًا بقيم العدالة والسلام والاستقرار، فقد حرصت مصر منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب على التحرك بكل قوة على ثلاثة مسارات، إنسانية وأمنية وسياسية، بالتوازى، بهدف العمل على، ليس فقط وقف نزيف الدم الفلسطينى، وإنما مداواته ومنع محاولات حصاره، إلى جانب طرح رؤى تفضى لإنهاء هذا الصراع الذى دام لما يزيد على ٧٥ عامًا.
وأضاف أنه فى هذا السياق، ينبع رفض مصر التحركات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية لأبعادها الإنسانية الوخيمة على مستقبل حوالى ١٫٥ مليون نازح، فضلًا عن تصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض أمر واقع جديد على الفلسطينيين يضطرهم للنزوح من أرضهم المحتلة والقضاء على مبدأ «الأرض مقابل السلام»، ما يقوض من أسس السلام فى المنطقة التى دشنتها مصر منذ أكثر من أربعة عقود.
وشدد على أن توقيت اقتحام إسرائيل معبر رفح يعكس عدم جديتها فى التفاعل مع جهود الوساطة التى اضطلعت بها مصر، بالتعاون مع الأشقاء فى قطر وكذا الولايات المتحدة الأمريكية، بغية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.
وذكر أنه على الرغم من ذلك فإن مصر، بعزيمة لا تلين، تواصل جهود الوساطة حقنًا لدماء الشعب الفلسطينى، مشيرًا إلى أن استمرار المواقف المتعنتة من جانب إسرائيل حيال الحرب الجارية فى غزة، وعدم رغبتها فى استئناف مسار العملية السياسية لتسوية النزاع، سيفضى لمزيد من التغذية لقوى التطرف والإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط على حساب أصوات الاعتدال، وهو ما ستكون له تداعيات وخيمة تؤثر على استقرار المنطقة والأمن الدولى لعقود وأجيال.