رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مبادرة بايدن لوقف إطلاق النار.. كيف سيتلاعب نتنياهو هذه المرة؟

نتنياهو وبايدن
نتنياهو وبايدن

بعد الخطاب الذي كشف فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الصفقة الجديدة التي دفعت بها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة، فإن العالم في حالة ترقب لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور، خاصة بعدما أعطت حركة حماس إشارات إيجابية عن إمكانية قبولها الصفقة، حيث أصبحت الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

فيما حثت واشنطن والقاهرة والدوحة مساء السبت، إسرائيل وحماس على قبول خريطة طريق من ثلاث مراحل– للإفراج عن الـ125 رهينة المتبقين، وإنهاء حرب غزة، وإعادة تأهيل القطاع، بحسب بيان مشترك صادر عن الدول الثلاث.

موقف إسرائيل وحماس

خلال يوم السبت، نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانًا بالإنجليزية أوضح فيه: "شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير. وفكرة أن إسرائيل ستوافق على وقف دائم لإطلاق النار قبل تلبية هذه الشروط غير مقبولة". تتضمن الشروط تدمير قدرات حماس العسكرية والمدنية، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، وضمان أن قطاع غزة لن يشكل تهديدًا لإسرائيل.

فيما علق مسئول سياسي إسرائيلي لموقع "I24NEWS" أن شروط إسرائيل لإنهاء الحرب لم تتغير، وهي تدمير القدرات العسكرية لحماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان عدم تشكيل غزة تهديدًا لإسرائيل. وأكد المسئول أن تنفيذ المرحلة الثانية لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد التوصل إلى اتفاق بشأن شروط وقف إطلاق النار. تحتفظ إسرائيل بالحق في استئناف القتال إذا خرقت حماس التزاماتها في الاتفاق.

فيما أكد عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان، بسام خلف، أن الحركة قد رحبت بمبادرة بايدن الأخيرة وليس هناك كلام رسمي من الحركة على أنها وافقت على هذه المبادرة، لافتًا إلى وجود تناقضات في كلام بايدن حول مصدر المبادرة وإلى التوقيت الذي أعلن فيه بايدن عنها. 

تهديدات من اليمين الإسرائيلي

هدد كل من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ورئيس حزب عوتسما يهوديت إيتمار بن غفير، بالاستقالة من الحكومة، في حال قبل نتنياهو الصفقة، وقال سموتريتش: "لقد تحدثت الآن مع رئيس الوزراء، وأوضحت له أنني لن أكون جزءًا من حكومة توافق على الخطوط العريضة المقترحة وتنهي الحرب دون تدمير حماس وإعادة جميع المختطفين".  وقال بن غفير: "الصفقة التي نشرت تفاصيلها تعني نهاية الحرب والتخلي عن حماس. وهذه صفقة غير شرعية تمثل انتصارًا للإرهاب. لن نسمح بانتهاء الحرب دون القضاء التام على حماس. إذا نفذ رئيس الوزراء الاتفاق بموجب الشروط المعلنة اليوم، والذي يعني نهاية الحرب واستسلام حماس، سيقوم حزب عوتسما يهوديت بحل الحكومة".

وعلى الفور، غرد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، قائلًا: "إن تهديدات بن غفير وسموتريتش هي إهمال للأمن القومي والمختطفين وسكان الشمال والجنوب. هذه الحكومة هي الأسوأ والأكثر فسادًا في تاريخ إسرائيل. بالنسبة لهم، ستكون هناك حرب إلى الأبد، صفر مسئولية، صفر إدارة، وفشل كامل".

فيما قال رئيس حزب يمين الدولة جدعون ساعر: "المخطط الذي يبقي حماس هي القوة الحاكمة والعسكرية في غزة يعني أن التهديد الذي يواجه مواطني إسرائيل سيظل قائمًا. ستكون هذه هزيمة إسرائيلية وانتصارًا لحماس، وستكون عواقبه بعيدة المدى".

هل سيراوغ نتنياهو؟

بعض المراقبين الإسرائيليين يعتقدون بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيراوغ حول قبول هذه الصفقة، التي تهدف إلى الافراج عن عدد من الرهائن الإسرائيليين سواء القتلى أو الأحياء، ثم الإفراج عن الجميع في المرحلة اللاحقة.

بالنسبة للفلسطينيين فإن المرحلة الثالثة هي الأهم، والتي تتضمن إعادة الإعمار وفتح المعابر ووقف القتال بشكل كامل، فيما هناك تقديرات بأن نتنياهو قد يراوغ من خلال تمرير الأسابيع الستة في المرحلة الأولى من الهدنة، ومن ثم التفاوض على من تبقى من الأسرى العسكريين، عندما يصل نتنياهو إلى المرحلة الأخيرة فإنه قد يقنع من حوله من اليمنييين بأنه سيعود إلى الحرب أو أنه لن ينفذ المرحلة الثالثة.