رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون لـ«الدستور»: مقترح بايدن اعتراف بفشل إسرائيل.. وثقتنا أكبر فى «الورقة المصرية»

بايدن
بايدن

أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون أن الخطة التى طرحها الرئيس الأمريكى جو بايدن لإنهاء الحرب فى غزة تعد بمثابة اعتراف بفشل الاحتلال الإسرائيلى فى حربه على غزة، لكن يجب استثمارها ودعمها لإنهاء الحرب.

وقال السفير محمد عريقات، رئيس المجلس الأعلى للشباب الفلسطينى، إن الإدارة الأمريكية تعيش أزمة على الصعيد الدولى بسبب دعمها إسرائيل فى حرب الإبادة الجماعية ضد سكان غزة، معتبرًا أن مبادرة وقف إطلاق النار محاولة لتجميل صورة الولايات المتحدة عالميًا.

وأضاف أن «بايدن» يحاول أن يظهر للعالم أن أمريكا لا تدعم الإرهاب الصهيونى والمستوطنين، رغم أن الشعب الفلسطينى يقتل ويباد يوميًا بسلاح أمريكى بأيدى جيش محتل.

وواصل: «رغم هذه المبادرة نجد مطالبات من داخل أمريكا لبايدن بتعزيز قوة إسرائيل بالسلاح الأمريكى، لذلك أعتقد أن الأمريكان يعيشون فترة سياسية سيئة ويحاولون تحسين صورتهم من خلال هذه المبادرات».

وتابع: «أعتقد أن المبادرة لن تنجح، لا هى ولا غيرها، باستثناء الورقة المصرية، لأنها الوحيدة التى تلقى ترحيبًا من الجميع، وتحظى بقبول واسع فى الشارع الفلسطينى، الذى يعانى من ويلات الحرب والقتل والدمار».

من جهته قال عاكف المصرى، المفوض العام للعشائر الفلسطينية فى قطاع غزة، إن خطاب بايدن مرتبط بحملته الانتخابية وبالحكم القضائى الذى صدر بحق الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بإدانته جنائيًا، حيث اعتبره نصرًا داخليًا له، وهو يريد وقف الحرب فى غزة لرفع أسهمه الانتخابية.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن مقترح بايدن يعتبر اعترافًا بفشل إسرائيل فى تحقيق أهداف الحرب التى أعلنت عنها دولة الاحتلال، ولكن المقترح أيضًا لم يوضح إلى أين يكون انسحاب قوات الاحتلال.

وتابع: «أرى أن هناك فخًا فى هذا المقترح يجب الحذر منه، وهو وقف الأعمال العدائية وليس وقف الحرب والعدوان على غزة، أى بإمكان قوات الاحتلال إعادة العدوان على غزة مرة أخرى وفى أى وقت».

فيما قال الصحفى والكاتب الفلسطينى، ثائر نوفل أبوعطيوى، إن مبادرة الرئيس الأمريكى جو بايدن التى تتعلق بوقف إطلاق النار فى غزة تأتى استكمالًا للجهود المصرية وللمقترح المصرى وتضافر الجهود القطرية والعربية أيضًا، التى سبقت مبادرة الرئيس الأمريكى.

وأوضح أن مبادرة الرئيس الأمريكى لوقف إطلاق النار فى غزة عبر هدنة مؤقتة لإنجاز صفقة التبادل، وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، والتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار ورفع الحصار وإعادة الإعمار، هو أمر ضرورى ومهم للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة؛ نظرًا لحجم التضحيات الكبيرة التى دُفعت من دماء الأطفال والنساء وكبار السن والأبرياء العزل، ومن جموع النازحين والمشردين.

وقال «أبوعطيوى» إنه يجب النظر إلى مبادرة الرئيس الأمريكى ببالغ الأهمية والاعتبار، لأنها فرصة لقطع الطريق على مخططات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى، ورغبته المعلنة فى استمرار الحرب، ونحن على أبواب الشهر الثامن على التوالى للعدوان.

وذكر أن مبادرة الرئيس الأمريكى يجب أن تحظى باهتمام فلسطينى عربى معًا، وهذا من أجل استكمال المبادرة المطروحة؛ من أجل فتح أفق سياسى عاجل وسريع، يتمثل فى خارطة طريق جديدة لمفاوضات السلام الشامل والعادل، التى تحقق لشعبنا الفلسطينى الحرية وإقامة دولته المستقلة.

وتابع: «إن الإجماع العربى والدولى على مبادرة الرئيس الأمريكى وقبولها والترحيب بها، يعد نافذة أمل لشعبنا الفلسطينى؛ من أجل كسب التعاطف والتفاعل والدعم المتواصل من أجل نصرة عدالة القضية الفلسطينية».

وأشار إلى أن مبادرة الرئيس الأمريكى، فى حال التوافق عليها من جميع الأطراف ونجاح تطبيقها، ستكون البوابة الرئيسة للإعلان عن انتخابات إسرائيلية مبكرة، وهذا ما يخشاه رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلى، الأمر الذى يعنى تحالفًا قويًا للمعارضة الإسرائيلية ضده والإطاحة به.

وأضاف: «نتنياهو يقف دومًا عقبة فى وجه أى مبادرة أو مقترح لهدنة تشمل وقف إطلاق النار، ونجده يضع العراقيل فى وجه هكذا مقترحات، ويتجه إلى التصعيد أكثر وأكثر ضد العزل والمواطنين الأبرياء من أبناء شعبنا فى قطاع غزة».

وواصل: «لهذا وباعتقادى إن مبادرة الرئيس الأمريكى لوقف إطلاق النار، يجب أن تأخذ على محمل الجد والأهمية، وأن يتم قبولها فلسطينيًا؛ لأنها تلقى ترحيبًا عربيًا ودوليًا واسعًا، وهذا من أجل تفويت الفرصة على الاحتلال للاستمرار بالقتل والتدمير الذى طال كل أماكن وشوارع قطاع غزة، وقبولها فلسطينيًا يعنى وضع دولة الاحتلال فى الزاوية وإحراجها وإظهار صورتها بأنها الرافضة للحلول والمبادرات التى تسعى للهدنة أمام العالم بأكمله».

واختتم: «نشكر ونثمن جهود مصر وقطر والإمارات والسعودية والأردن وجميع الدول العربية والعالمية على دعمها المتواصل لحقوق الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة».

من جهته، رأى الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، أن الكلمة التى ألقاها الرئيس الأمريكى، جو بايدن، وما حملته من مبادرة متكاملة لإنهاء الحرب على غزة، تفتح مجالًا جديدًا للمفاوضات بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، وتعطى أملًا فى وقف الحرب، والبدء فى وضع ترتيبات جديدة لليوم الذى يلى الحرب على غزة.

وأضاف «عمر»: «طرح بايدن هذه المبادرة والخوض فى تفاصيلها ربما يهدف إلى تشكيل ضغط شعبى إسرائيلى داخلى على الحكومة الإسرائيلية، من أجل الالتزام بتنفيذ الصفقة، إلى جانب تشكيل ورقة ضغط خارجية على إسرائيل، فى حال وافقت حركة (حماس) على المبادرة».

واعتبر الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى أن «حماس» تعاملت بذكاء سياسى، فى أول رد لها بعد انتهاء كلمة «بايدن»، التى قالت فيها إنها تنظر بإيجابية إلى تلك المبادرة، وهذا يُحسب لها إذا ما رفضت الحكومة الإسرائيلية التعاطى مع تلك المبادرة.

ورأى أن مبادرة الرئيس الأمريكى تحمل فى طياتها عناصر إيجابية فى كل مراحلها، خاصة ما يتعلق بعودة النازحين، وإعادة الإعمار، ووقف إطلاق النار، لكن الخوف من عدم جدية الموقف الأمريكى، والبقاء فى التعامل على أساس الدعاية الانتخابية، وأن يكون الهدف من المبادرة تهدئة الرأى العام الأمريكى من جهة، والرأى العام الدولى من جهة أخرى، خاصة فى ظل المظاهرات المنتشرة فى العديد من دول العالم.

وتوقع أن تشهد الساعات المقبلة توضيحًا للموقف الإسرائيلى تجاه مبادرة «بايدن»، وسط وجود انقسام بين النخبة السياسية فى إسرائيل، موضحًا أن هناك ٤ معسكرات فى دولة الاحتلال حاليًا، الأول معسكر «نتنياهو»، والثانى معسكر اليمين الذى يقوده بن جفير وسموتريتش، بجانب المعسكر الذى يمثله جانتس وإيزنكوت، فضلًا عن معسكر المعارضة الذى يمثله لابيد وساعر وليبرمان، وكل منها ستكون له وجهة نظر من هذه المبادرة.

واختتم «عمر» بقوله: «إذا كان هناك قرار جدى من قبل الإدارة الأمريكية بوقف الحرب، ستجد هذه المبادرة طريقها للانتقال من مرحلة المفاوضات إلى مرحلة بدء التنفيذ، خاصة فى ظل حاجة الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة بايدن لتقديم إنجاز للجمهور الأمريكى، قبيل الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها منتصف نوفمبر».