أصاب 7.6 مليون شخص.. كيف تحول "حمى الضنك" إلى المرض الأوسع انتشارًا؟
تدق الحكومات وخبراء الصحة العامة حول العالم، ناقوس الخطر بشأن الانتشار غير المسبوق لحمى الضنك، أحد أكثر الأمراض شهرة، والذي يتعرض نصف العالم تقريبًا لخطر الإصابة به.
وللفيروس الذي ينقله البعوض تاريخ طويل في المناخات الدافئة، ولكنه يظهر الآن أيضًا في مناطق لم يُسمع به عمومًا- كما هو الحال في أوروبا وأجزاء من الولايات المتحدة، حيثُ بحلول أوائل ديسمبر الماضي، كان هناك بالفعل أكثر من خمسة ملايين إصابة بحمى الضنك في جميع أنحاء العالم وارتفع هذا العدد لـ7 ملايين في شهور قليلة هذا العام.
وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، إنه اعتبارًا من 30 أبريل 2024، أُبلغت منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 7.6 مليون حالة حمى الضنك في عام 2024، بما في ذلك 3.4 مليون حالة مؤكدة، وأكثر من 16000 حالة خطيرة، وأكثر من 3000 حالة وفاة، في حين تم الإبلاغ عن زيادة كبيرة في حالات حمى الضنك على مستوى العالم في السنوات الخمس الماضية، فقد كانت هذه الزيادة واضحة بشكل خاص في إقليم الأمريكتين، حيث تجاوز عدد الحالات بالفعل 7 ملايين بحلول نهاية أبريل 2024، وهو ما يتجاوز المعدل السنوي ارتفاعًا يصل إلى 4.6 مليون حالة في عام 2023.
ما هي أعراض حمى الضنك؟
يمكن أن تختلف الأعراض التي يعاني منها المصابون بحمى الضنك بشكل كبير، ما يصل إلى 80٪ من حالات حمى الضنك لا تظهر عليها أعراض، وفي حين أن بعض أنواع العدوى قد تؤدي فقط إلى أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، فإن الحالات الأكثر خطورة يمكن أن تؤدي إلى نزيف داخلي قد يؤدي إلى الوفاة.
تشمل بعض الأعراض الأكثر شيوعًا لعدوى حمى الضنك ارتفاع درجة الحرارة والغثيان والقيء وآلامًا شديدة في العضلات والمفاصل، وهذا الأخير هو السبب الذي جعل المرض يكتسب لقب "حمى كسر العظام".
وعندما يتم اكتشافها في وقت مبكر ومع الحصول على الرعاية الطبية، فإن معدل الوفيات الناجمة عن حمى الضنك أقل من 1%، على الرغم من أن هذا الرقم يرتفع إلى 2-5% في حالات حمى الضنك الشديدة. ومع ذلك، إذا تركت دون علاج، فإن معدل الوفيات من حمى الضنك يمكن أن يصل إلى 20٪.
كيف تنتشر حمى الضنك ولماذا هي في ارتفاع؟
تنتشر حمى الضنك عادة من خلال لدغات إناث البعوض المصابة، وخاصة بعوضة الزاعجة المصرية المصابة التي تزدهر في المياه الراكدة، وتنتقل من شخص إلى آخر من خلال لدغات البعوض.
كما يمكن أن ينتقل المرض من النساء الحوامل إلى أطفالهن، وفي حالات نادرة، عن طريق عمليات نقل الدم، أو زرع الأعضاء، أو إصابات الإبرة.
وشهد المرض، الذي كان منذ فترة طويلة مصدر قلق للصحة العامة في آسيا وأمريكا اللاتينية، ارتفاعًا طفيفًا يُعزى جزئيًا إلى عودة السفر العالمي بعد جائحة كوفيد.
ويُعتقد أيضًا أن ظاهرة النينيو المناخية هذا العام، والتي تساهم في ارتفاع درجات الحرارة، أدت إلى تفاقم تفشي حمى الضنك في البلدان الاستوائية، وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب تغير المناخ الذي جعل المزيد من أجزاء العالم مناسبة لتكاثر بعوض الزاعجة.
ويحذر الخبراء بشكل متزايد من التهديد الذي ستشكله حمى الضنك على الأجزاء الجنوبية من الولايات المتحدة وأوروبا، فضلًا عن التهديدات الجديدة لمناطق في إفريقيا.
وأشار الباحثون أيضًا إلى تأثير التحضر على انتقال حمى الضنك، إلى جانب زيادة الكثافة السكانية، فقد أدى توسع المستوطنات الحضرية غير الرسمية التي لا يمكن الوصول إلى شبكات السباكة إلى تعزيزها بين المياه المخزنة الراكدة والقمامة المكشوفة، وهي مناطق تكاثر وتغذية أساسية لبعوض الزاعجة، والتي تتكيف بالفعل بشكل جيد مع البيئات الحضرية.