إسرائيل أمام الغضب العالمى.. ماذا يعنى التوغل البرى فى وسط رفح؟
استمرت إسرائيل في عدوانها على رفح، مع تكثيف العمليات العسكرية في شرق ووسط المدينة الحدودية، وزعم مسئولون ومحللون إسرائيليون أن الاحتلال تجنب تجاوز خطوط واشنطن الحمراء في رفح من خلال النشر التدريجي لأعداد محدودة من القوات، ما أدى إلى إخلاء سريع لمدينة غزة والامتناع عن شن هجوم بري واسع النطاق.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن هذه الادعاءات الإسرائيلية دفعتها لتجنب انتقادات كبرى من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لكنها لم تحم الاحتلال من الإدانة الدولية المتصاعدة، خصوصًا بعد الغارة الجوية التي استهدفت مخيمات النازحين في حي تل السلطان، ما أسفر عن استشهاد العشرات من المدنيين مطلع الأسبوع الحالي.
رد فعل أمريكي صامت وغضب دولي متصاعد.. إسرائيل في مرمى النيران
أكدت الصحيفة أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على رفح قوبل برد فعل صامت من المسئولين الأمريكيين، لكن إسرائيل واجهت رد فعل دوليًا غاضبًا، دفع البعض لاتخاذ إجراءات ضد الاحتلال، بينما هدد آخرون بتطبيق عقوبات على إسرائيل.
وتابعت أن الدعم الدبلوماسي الأمريكي وإمدادات الأسلحة يعتمد على قدرة إسرائيل على إدارة التوازن بين تحقيق أهدافها العسكرية في رفح واسترضاء إدارة بايدن.
في 9 مارس، وصف بايدن الهجوم على رفح بأنه خط أحمر، مستشهدًا بأكثر من مليون مدني كانوا يحتمون هناك ودور المدينة كمركز للعمليات الإنسانية، لكنه قال أيضًا إنه لن يتخلى عن إسرائيل وسيحتفظ بنظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي.
وانتقد بعض الديمقراطيين سلوك إسرائيل في رفح، وأدت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات الأمريكية إلى زيادة الضغط على البيت الأبيض لكبح جماح إسرائيل، وقد تستمر مثل هذه التوترات لبعض الوقت.
قال تساحي هنجبي، رئيس الأمن القومي الإسرائيلي، إن القتال في غزة من المرجح أن يستمر خلال هذا العام، أي لمدة 7 أشهر أخرى.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن البيت الأبيض ما زال يعارض القيام بعملية برية كبيرة في رفح، وحدد الشكل الذي ستبدو عليه تلك العملية.
وأوضحت الصحيفة أنه ومن خلال تحديد المعايير بهذه الطريقة، تخاطر إدارة بايدن بالاتهام بجعل خطوطها الحمراء أكثر مرونة.
وقال مدير شركة لو بيك للاستشارات الأمنية مايكل هورويتز، إن رؤية شهود عيان للدبابات الإسرائيلية بالقرب من وسط رفح يوم الثلاثاء لم تكن مؤشرًا على توغل أوسع داخل المدينة.
وتابع: "مع استمرار إسرائيل في نشر قوات على طول الممر، الحدودي في رفح، إنها ستتعرض لضغوط أكبر لتوسيع عملياتها شمالًا إلى مناطق أكثر اكتظاظًا بالسكان في رفح لحماية القوات، التي تتعرض باستمرار لإطلاق النار من حماس، حيث أعلن جيش الاحتلال أمس الأربعاء، عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في رفح".