رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثوران بركانى جديد فى أيسلندا يجبر على إجلاء بلدة بالكامل

ثوران بركاني
ثوران بركاني

أعربت السلطات في أيسلندا عن قلقها إزاء تحرك تسرب الحمم البركانية نحو بلدة جريندافيك في أيسلندا، وبدأ ثوران بركاني جديد في جنوب غرب أيسلندا، ما أجبر السلطات على إجلاء منتجع بلو لاجون الشهير بالطاقة الحرارية وبلدة جريندافيك الصغيرة، انفتح الشق الجديد بالقرب من منطقة سوندهنوكسجيجار في شبه جزيرة ريكيانيس، وهو الخامس في المنطقة منذ ديسمبر.

من جانبها، قالت دائرة الأرصاد الجوية الأيسلندية (IMO) إن الشق يبلغ طوله أكثر من 2.5 كيلومتر (1.5 ميل) ويواصل النمو، وأعلنت عن حالة الطوارئ، ودعت السلطات السكان إلى الامتثال لأوامر الإجلاء بعد ورود تقارير عن مقاومة بعض الأشخاص، وفقًا لـ"بي بي سي".

أعرب فانار يوناسون، عمدة جريندافيك، لمحطة البث الحكومية RUV عن قلقه بشأن كمية الحمم المتدفقة نحو البلدة، مشيرًا إلى أن الكمية "أكبر بكثير" مما شهدته البلدة في الثورانات السابقة، وقال مزود الطاقة HS Veitur إنه تم قطع الكهرباء عن جريندافيك كإجراء احترازي.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن ثلاثة أشخاص رفضوا مغادرة البلدة، فيما أصدرت السلطات لاحقًا بيانًا "تشدد فيه على ضرورة مغادرة جميع الموجودين في جريندافيك أو بالقرب منها والابتعاد إلى مسافة آمنة".

أفادت التقارير بأن جميع الطرق المؤدية إلى البلدة مغلقة باستثناء طريق واحد، وأظهرت لقطات من موقع الثوران جدارًا من الصخور المنصهرة يتصاعد إلى ارتفاع 50 مترًا، وأعمدة ضخمة من الرماد تغطي معظم السماء.

قال المصور السينمائي للطبيعة، بنيامين هاردمن، الذي كان يوثق براكين أيسلندا وكان بالقرب من البركان عند اندلاعه: "إنه شعور غير واقعي أن تكون هنا اليوم"، مضيفًا، "هذه فترة غريبة في شبه جزيرة ريكيانيس"، وتم إخلاء محطة سفاارتسينجي للطاقة، التي توفر الكهرباء والماء لآلاف الأشخاص في شبه الجزيرة.

كما تم بناء حواجز حول المنشأة، وكذلك حول جريندافيك ومنتجع بلو لاجون، لحمايتها من تدفقات الحمم البركانية الناجمة عن الثورانات المستمرة، وقال مطار كيفلافيك الدولي إنه يعمل كالمعتاد ولا يتوقع أن يتأثر.

أفاد المسئولون بوجود "نشاط زلزالي كثيف" قبل ثوران الأربعاء. وقال الجيوفيزيائي أري تراوستي جودموندسون إن العلماء كانوا يتوقعون ثورانًا جديدًا منذ فترة.

تم إجلاء معظم سكان جريندافيك البالغ عددهم 4000 شخص بشكل دائم في نوفمبر، قبل ثورانات ديسمبر ويناير وفبراير ومارس. تدفقت الحمم إلى شوارع البلدة خلال ثوران يناير، ما أدى إلى تدمير ثلاثة منازل، فيما عاد عدد قليل من السكان منذ ذلك الحين للعيش في الأحياء الأقل عرضة للخطر.

يذكر أن أيسلندا تضم  33 نظامًا بركانيًا نشطًا وتقع فوق ما يُعرف بحافة الأطلسي الوسطى، وهي الحدود بين اثنتين من أكبر الصفائح التكتونية على الكوكب، وآخر مرة شهدت فيها شبه جزيرة ريكيانيس فترة من النشاط البركاني كانت قبل 800 عام، واستمرت الثورانات لعقود.

وهذا هو الثوران الثامن منذ عام 2021، ويعتقد العلماء أن المنطقة دخلت في عصر بركاني جديد قد يستمر لعقود أو حتى قرون.