رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طوفان "مجازر" فى رفح.. العجز العسكرى يثير جنون إسرائيل "المهزومة"

حريق مخيمات رفح
حريق مخيمات رفح

قوات الاحتلال الإسرائيلية لا تزال ترتكب المجازر بحق الفلسطينيين  في رفح، رغم التحذيرات الدولية والقرارات الأممية بوقف العنف في غزة ووقف الإبادة الجماعية في رفح وغيرها من المدن الفلسطينية. 

وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء، مجزرة جديدة استهدفت نازحين في مواصى رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 21 شخصًا وإصابة أكثر من 65 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.

وتأتي المجازر الإسرائيلية في رفح كجزء من العملية البرية التي بدأتها إسرائيل، والتي تستهدف المدنيين كرد فعل على عدم تحقيق الأهداف العسكرية المرسومة للحرب، مثل استعادة الأسرى والقضاء على قادة حماس وتدمير قدرات فصائل المقاومة.

الاحتلال يدير ظهره للعالم

إسرائيل مستمرة في تجاهل النداءات الدولية والقرارات القضائية الدولية بشأن العدوان على غزة، وتظهر استمراريتها في الرد بالتصعيد على مواقف المجتمع الدولي. فعلى الرغم من قرارات المحكمة العالمية بوقف الهجوم البري على رفح، وضرورة فتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتردد في تجاهل هذه الأوامر، وقام بارتكاب مجازر في مخيمات النازحين في رفح بعد أيام قليلة، ما أسفر عن وفاة 72 شخصًا بينهم نساء وأطفال، وإصابة المئات.

وعلى عكس التوجيهات الدولية، استمرت قوات الاحتلال في السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وإغلاق معبر كرم أبوسالم التجاري، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ومنع خروج المرضى والمصابين لتلقي العلاج.

تنديدات دولية

قال جوزيب بوريل، المسئول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنه يجب احترام قرارات المحكمة الجنائية الدولية وتركها تعمل دون تهديد، على عكس تصرفات بنيامين نتنياهو. 

وأضاف أن مقتل أكثر من 30 شخصًا من النازحين في رفح يجعل من الضروري الالتزام بتطبيق قرارات محكمتي "العدل" و"الجنائية" الدوليتين بحق إسرائيل، نظرًا لاستمرارها في الأعمال التي طُلب منها التوقف عنها.

وقالت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز إن الإبادة الجماعية في غزة لن تتوقف دون ضغوط خارجية، مؤكدة ضرورة فرض عقوبات على إسرائيل وتعليق الاستثمارات والاتفاقيات والتجارة والشراكة معها. وأكدت أن هذا السلوك غير مقبول إلى جانب كونه تحديًا صارخًا للقانون والنظام الدولي.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة، ويجب على جميع الأعضاء الالتزام بها، مطالبًا بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وداعيًا إسرائيل، القوة المحتلة، إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل آمن ودون عوائق.

منع دخول المساعدات إلى رفح

وفي 5 مايو 2024، أغلقت قوات الاحتلال بشكل كامل معبر كرم أبوسالم جنوب شرق مدينة رفح، ومنعت إدخال المساعدات الإنسانية والطبية، وبعد 20 يومًا من الإغلاق تم فتح المعبر أقل من 24 ساعة، أدخلت خلالها 200 شاحنة مساعدات، من ضمنها 4 شاحنات وقود، وهي كميات شحيحة جدًا مقارنة باحتياجات القطاع، خاصة بعد سبعة أشهر متواصلة من العدوان.

وفي السياق نفسه، ورغم قرار محكمة العدل الدولية، واصلت قوات الاحتلال منذ السابع من مايو الجاري، إغلاق معبر رفح الحدودي، بعد أن احتلت الجانب الفلسطيني منه، ومنعت تدفق المساعدات الإنسانية، وخروج الجرحى والمرضى والحالات الإنسانية عبره إلى الخارج.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قالت إن مليون مواطن نزحوا قسرًا من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة خلال الأسابيع الـ3 الماضية، جراء العدوان والقصف العنيف على المدينة.

وأشارت إلى أن نقص الغذاء والماء، وتكدس أكوام النفايات، والظروف المعيشية غير المناسبة، تجعل تقديم المساعدة شبه مستحيل يومًا بعد يوم.

وأفادت بأنه نتيجة للعملية العسكرية المستمرة في رفح، أصبح من الصعب الوصول إلى مركز توزيع أونروا ومستودع برنامج الأغذية العالمي.

رفح ملاذ النازحين من النار

منذ بداية العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر 2023، تعتبر مدينة رفح آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب. يُطلب من المواطنين التوجه جنوبًا من شمال ووسط القطاع، باعتبارها "مناطق آمنة".

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها برًا وبحرًا وجوًا على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 36171 مواطنًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 81420 آخرين. وما زال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، في انتظار تحرك جدي من المجتمع الدولي لإجبار إسرائيل على وقف حرب الإبادة.