رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعاون مثمر وزيارة ضرورية.. خبراء يرصدون أهمية زيارة السيسي للصين

خبراء يوضحون للدستور
خبراء يوضحون للدستور أهمية زيارة الرئيس السيسي للصين

بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وصل الرئيس السيسي إلى بكين أمس الثلاثاء بهدف البحث عن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال المشاركة في المنتدى العربي الصيني.

وصرح د.أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس المصري ونظيره الصيني شهدا مراسم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين تشمل تعزيز التعاون في مجالات تكنولوجيا الاتصالات والابتكار التكنولوجي والتعاون في خطة التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق. 

وتتضمن الزيارة عقد عدة مباحثات قمة بين الرئيس المصري ونظيره الصيني بالإضافة إلى لقاءات مع كبار قيادات الدولة الصينية لمناقشة أوجه تعميق العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة بالتزامن مع الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات المصرية الصينية إلى شراكة استراتيجية شاملة.

ومن أبرز هذه الشراكات هو التعاون المثمر بين البلدين فيما يخص التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء وخاصة التحول الرقمي وتكنولوجيا الجيل الخامس G5 والأمن السيبراني عن طريق الشركات الصينية المتنوعة.

زيارة بنتائج متوقعة "مثمرة"

في السياق، أكد د.طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية أن هناك نتائج مثمرة متوقعة من زيارة الرئيس السيسي للصين وهي إحدى الدول الهامة التي تسعى مصر لبناء تحالفات معها، مشيرًا إلى أن القضية ليست المشاركة في منتديات أو التعاون  في ذكرى تحويل العلاقات إلى حوار استراتيجي أو غيره، لكن الجزء الهام لهذه الزيارة هو تأكيد نمط التحالفات المصرية وتنويعها واتجاهها إلى مساحات متعددة في هذا الإطار.

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية

وأضاف أن زيارة الرئيس السيسي للصين أيضا لها أهميتها فالدولة المصرية تشارك بكين في مشروع البريكس والتجمعات الاقتصادية الأخرى. لافتًا إلى أن الصين تنظر إلى مصر على أنها بوابة إلى أفريقيا لما لها من مكانة هامة واستثمارات ثرية.  

وأشار فهمي لـ"الدستور" إلى أن زيارة الرئيس السيسي إلى الصين سيكون لها انعكاسات عديدة سياسية واقتصادية واستراتيجية تبعث برسائل أن القاهرة تقيم علاقات جيدة مع القوى الكبرى الرئيسة في العالم، وأنه لا يوجد ما يعوق تطوير هذه العلاقات على أي مستوى من المستويات، مضيفًا أن زيارة السيد الرئيس لبكين هامة للغاية وتبنى في سياقات محددة ومباشرة تهدف إلى تطوير وتنمية العلاقات اقتصاديًا واستثماريًا مع تطوير مؤسسات التعاون المشترك بين البلدين بما يحقق المصالح الكبرى للدولة المصرية.

تعاون تكنولوجي هام ونقل معارف ضروري

كما أثنى د.محمد عزام، استشاري إدارة التكنولوجيا على التعاون المثمر بين مصر والصين في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وعلوم الفضاء مؤكدًا أن نقل المعارف أمرًا هامًا للغاية لأي دولة ترغب في التطور وتحقيق طفرات في مستوى إنتاجها وامتلكها للتكنولوجيا. مشيرًا إلى أن الصين أصبحت من الدول الرئيسية في مجالات التكنولوجيا والتكنولوجيات المتقدمة بشكل خاص، كما أنها كانت قادرة خلال الـ15 عام الماضيين على ضخ استثمارات كبيرة في هذه التكنولوجيا.

الدكتور محمد عزام، استشاري إدارة التكنولوجيا

أضاف لـ"الدستور" أن الصين أسست مجموعة من المراكز البحثية المتخصصة في التكنولوجيا، وبالتالي امتلكت الصين شركات ضخمة في مجالات التكنولوجيا المختلفة مثل الصناعة الإلكترونية والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. موضحًا أن مصر منفتحة على هذا المجال، وبالتالي فإن نقل المعارف في هذه النوعية المتقدمة من التكنولوجيا أمرًا هامًا للغاية في اتجاه الصناعة المصرية.

وأردف عزام أن التبادل المعرفي بين البلدين سيكون نواة لتأسيس وتعزيز الإمكانيات الوطنية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي وتصنيع الإلكترونيات والحوسبة السحابية، وكذلك علوم الفضاء والأقمار الصناعية.

وشدد على ضرورة العمل على تنمية التطور التكنولوجي في مصر من خلال تعزيز العلاقات بين مصر والصين بالإضافة إلى ضرورة التعاون مع الشركات والهيئات والجامعات في الدول المتقدمة المتخصصة في الصناعات التكنولوجية أيضًا لأن هذا الأمر هو الذي سيجعلنا نعتمد على مجموعة من الأساسيات التي تمكننا من بناء صناعات متقدمة وهو ما تطمح إليه الدولة المصرية.

أضاف عزام أننا نأمل في خلق تعاون مشترك بين البلدين في موضوعات بحثية متطورة بمجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي- الذي يغطي جميع المجالات حاليًا، وذلك مع التعاون المشترك في إقامة مشروعات متخصصة في هذه المجالات لكي تتمكن الدولة المصرية من امتلاك عوائد اقتصادية جراء هذه المشروعات. مؤكدًا على ضرورة امتلاك مصر للتكنولوجيا وحقوق الملكية الفكرية الخاصة بها نتيجة البحث المشترك بين الدولة والصين لتحقيق عوائد مالية كبيرة للغاية من خلال المنتجات والخدمات المقدمة.