رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العلاقات السياسية بين مصر والصين.. دعامة أساسية للشراكة نحو مستقبل مشرق

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الصيني

شهدت العلاقات المصرية الصينية تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، امتدت لكافة المجالات الاقتصادية، والسياسية، وشملت أيضًا الجوانب الثقافية والشعبية بين البلدين، حيث تقام العديد من الفعاليات الثقافية المشتركة، لتؤكد أن التقارب والعلاقات القوية بين مصر وبكين ليست قاصرة فقط على العلاقات الرسمية بين حكومات البلدين.

وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين 16 مليار دولار، وزادت صادرات مصر للصين 21% بالعام 2023، لاسيما أن الصين تعد أكبر شريك تجارى لمصر على مدى 12 سنة متتالية، ومن أكثر الدول نشاطا وأسرعها نموًا للاستثمار فى السوق المصرية، كما تعاونت شركاتها مع الحكومة فى إنشاء مشروعات مهمة، مثل منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية، وبرجها الأيقونى.

وفي هذا الصدد، خصصت فضائية اكسترا نيوز، فقرة للحديث مع خبراء ودبلوماسيين، عن أهمية وأهداف زيارة الرئيس السيسي، إلي الصين، لإجراء مباحثات مع نظيره  الصيني شي جينبينج، في العاصمة بين.

الفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من التعاون وتطوير العلاقات

وقال الدكتور أسامة السعيد، الكاتب الصحفي، إن العلاقات المصرية الصينية تسير من مستوى رفيع إلى مستوى أكثر رفعة وإستراتيجية، موضحًا أن مصر منذ عقود طويلة كانت لها علاقات متميزة للصين.

وأضاف "البهواشي"، أن مصر أول دولة عربية وإفريقية تعترف بالصين، ما كان له دور كبير في الوجدان الصيني والعقلية الصينية التي تقدر تمامًا الدور المصري والعلاقة مع مصر.

وأشار إلى أن الصين تدرك تمامًا أنّ مصر مفتاح الشرق الأوسط بالنسبة للصين، وتدرك أن مصر دولة ذات حضارة عريقة تشبه حضارة الصين، ولها روابط طويلة على مدى التاريخ، مؤكدًا أنه منذ 2014 حتى الآن هناك عقدا ذهبيا من العلاقات المصرية الصينية.

ولفت أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون وتطوير العلاقات، لافتا إلى أن مصر تراهن على شراكتها مع الصين في العديد من المجالات سواء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أو الاستثمار.


فرص اقتصادية واعدة في مصر ستستفيد منها الصين

ومن جانبه، أكد محمد صبري، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن زيارة  الرئيس السيسي، لدولة الصين، لها أهداف كثيرة خاصة في ظل الصراع في المنطقة، وأيضاَ تاكيدًا على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، لافتًا أن مصر لها رؤية جيدة، باعتراف جميع المؤسسات الدولية بأن هناك فرص اقتصادية واعدة في مصر ستستفيد منها الصين، فهي تحاول أن تعزز علاقاتها في إفريقيا من خلال 3 محاور سياسية واقتصادية وثقافية.

وأشار الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إلى أن المحور السياسي يتمثل في أن مصر والصين يتفقان في موقفهما تجاه القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن حل هذا الصراع يأتي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، أما المحور اقتصادي، للزيارة، يتمثل في أن الصين تريد دخول بوابة إفريقيا.

وأوضح أن الصين، تدرك أن مصر أنسب دولة لإنشاء علاقات تجارية مع دول إفريقيا كلها، لتميزها بالموقع الجغرافي وسيادتها الإقليمية، فضلا عن التوافق بين مصر والصين في رؤية البنية التحتية وتعزيز الطرق.

مصر أول عربية وإسلامية تعترف دبلوماسيًا بجمهورية الصين الشعبية عام 1955

أوضح السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقات بين مصر والصين تمثل علاقات بين ثورتين قبل أن تكون بين دولتين، مشيرًا إلى أن ثورة الزحف العظيم في الصين عام 1949، ثم ثورة 23 يوليو عام 1952 في مصر.

وأشار إلى أن هاتين الثورتين من علامات مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وصعود دول عرفت بعد ذلك بدول العالم السادس، مضيفًا أن مصر أول عربية وإسلامية تعترف دبلوماسيا بجمهورية الصين الشعبية عام 1955، موضحًا أن القادة الصينيين على الرغم من مرور 7 عقود على هذا الحدث ولكنهم يقدرون هذا الموقف والحدث العظيم باعتراف مصر بدولة الصين، وذلك في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تشن حربا عليها.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر دولة محايدة ومؤسسة لعدم الإنحياز، موضحا أنها لم تنحاز إلى الموقف الأمريكي ضد الصين.

قمة مصرية صينية اليوم

ومن المقرر أن تتناول القمة في العاصمة بكين، بين الرئيس السيسي ونظيره الصيني، أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، واستعراض تكامل المبادرة الصينية الحزام والطريق مع جهود مصر التنموية، خاصة تلك المتعلقة بتنمية محور قناة السويس وكذا تطوير البنية الأساسية بالدولة، لا سيما في مجالات الطرق والموانئ البحرية والطاقة، فضلًا عن التطلع لتعزيز التدفقات السياحية الصينية إلى مصر وتشجيع الشركات الصينية على تعظيم استثماراتها في مصر، لا سيما في مجالات توطين التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا الصينية، خاصةً في إطار ما تحظى به الشركات الصينية من دعم من قبل الحكومة المصرية.