رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهود عيان يروون لـ"الدستور" كواليس ليلة المحرقة في خيام رفح

رفح
رفح

“الثانية تمر كأنها ساعات، أحزمة نارية وشظايا في كل مكان”، بتلك الكلمات كشف زكريا بكر نازح فلسطيني بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، كواليس ما حدث في محرقة رفح وكيف سقط عشرات الشهداء والجرحي.

وقال “بكر” في تصريحات خاصة لـ"الدستور": ما زلنا أحياء عقب ليلة عصيبة مرت علينا، كنا ننتظر بفارغ الصبر طلوع النهار، وسط قلق وخوف وانتظار، القصف كان يبعد عنا مسافة كيلو فقط، بدأ الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، كان قصف من البر والبحر والجو مع تقدم للدبابات وتركيزها ع مراكز الإيواء والعيادات والمستشفيات، لم تسلم أي منشأه من القصف لا طبية ولا أممية.

زكريا بكر

وأضاف “بكر”: الأهالي جزء كبير منهم خرج على مراكز إيواء قريبة وحاصرتها الدبابات، وتوقفت عملية النزوح فترة الليل، ومع طلوع النهار شاهدنا حركة نزوح غير طبيعية بإتجاه الشمال بكل وسائل المواصلات، وهناك أعداد سيرا على الاقدام، وخاصة أن أسعار النقل مرتفعة من رفح لخانيونس تبلغ 1200 شيكل، وارتفاع سعر السولار إلي ما يعادل 800 شيكل.

“بكر” وأسرته من سكان مخيم الشاطئ بشمال قطاع غزة، ونزح إلي الجنوب في بداية الحرب الحالية إلي رفح قرب الحدود المصرية، ومع تقدم قوات الاحتلال لرفح، نزح مرة ثانية إلي غرب رفح وتحديدا منطقة السلطان.

الطريق للمواصي

وأضاف النازح الفلسطيني: "عائلات ترفع خيامها وتنزح إلى الشمال، وعائلات أخرى تضع خيام بنفس المنطقة قادمة من السلطان، متابعا بدرجة كبيرة غدا، سوف نفك الخيام، وننزح مرة ثالثة بإتجاه خانيونس أو دير البلح، مشيرا إلي أن الخيام حوله نزحوا إلي الشمال".

وأوضح أن سيارات الإسعاف كانت تمر أمامه وهي تنقل الجرحي والمصابين إلي أقرب مستشفي لإسعافهم وإنقاذ حياتهم، مشددا علي الوضع مرعب للغاية، صواريخ حارقة، أحزمة نارية علي مربع مخيم الخيام، من كل الاتجاهات، حتي يتم حرق من في الخيام.

وأكمل: جيش الاحتلال لا يحتاج حجة لشن الحرب أو قصف مناطق بقطاع غزة، متابعا وإن وجدت خير وبركة، مشددا علي أن الجرائم الجديدة ما هى الا رد من الاحتلال على محكمة الجنايات بوقف الحرب برفح، مرددا "نتنياهو فوق كل القوانين والأعراف الدولية".

وشدد أن ما يحدث الآن ابادة بكل ما تحمل الكلمة من معنى حرفيا، حتي الساعة هناك قصف متواصل لا يتوقف من بعد منتصف الليل وحتى الأن.

أحمد: رفح كلها تنزح إلي مواصي خانيونس والوسطي

فيما قال الدكتور خالد أحمد من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، رفح اليوم تنزح كلها الي مواصي خانيونس والوسطي.

الدكتور خالد أحمد

وأضاف أحمد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن ليلة محرقة الخيام، قامت طائرات الاحتلال بقصف مخيم للنازحين غرب رفح بعدة صواريخ مما أدي إلي اندلاع النيران في خيم النازحين مما تسبب باستشهاد العشرات وإصابة أكثر من مائة شخص معظمهم من الأطفال والنساء.

وأوضح أنه تلاها دخول الدبابات إلي تل زعرب غرب رفح، وسط إطلاق نار وقذائف من كل الاتجاهات، مما تسبب باستشهاد العديد من المواطنين، مشيرا إلي أن رفح تشهد حالة نزوح ضخمة، وسط استمرار لسقوط القذائف التي طالت عشرات المباني مما تسبب في حالة خوف وهلع.

وتابع أحمد "الاشتباكات مستمرة في كافة محاور فيلادلفيا، والان أنا نازحا في طريقي إلي مواصي خانيونس، بعدما أصبحت رفح هدف لصواريخ وقصف الاحتلال".

وحول طريق النزوح من رفح لخانيونس، قال: الطريق مزدحمة جدا  لتعود التغريبة الفلسطينية من جديد، سيارات وعربات تجرها الحيوانات، ومشاه تملأ الشوارع اتجاه المواصي ومناطق وسط قطاع غزة.