الطريق إلى السلام.. كيف دعا فولوديمير زيلينسكى قادة العالم إلى قمة سويسرا؟
بدأ العد التنازلي مع استمرار الجهود المُكثفة لعقد قمة السلام العالمية يومي 15 و16 يونيو القادم في سويسرا، ويشارك فيها أكثر من 100 دولة. وقد أجرت سويسرا بالفعل محادثات مع الدول الأعضاء في مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وممثلي الجنوب العالمي مثل الصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وإثيوبيا والمملكة العربية السعودية.
وقالت الحكومة السويسرية إن "هناك حاليا دعما دوليا كافيا لعقد مؤتمر رفيع المستوى لإطلاق عملية السلام"، والتي ينظر لها العديد من الأطراف إنها قد تكون فرصة لبدء حوار يمكن أن يقضي إلى وقف الحرب في أوكرانيا.
زيلينسكي: مشاركة زعماء العالم مطلوبة
من جانبه، نشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فيديو قال فيه: "بالنسبة لهم، إنه لمن دواعي السرور أن يحرقوا. نحن جميعا نعرف مع من نتعامل. يحكم روسيا أشخاص يريدون أن يجعلوا من حرق الأرواح وتدمير المدن والقرى وتقسيم الدول ومحو الحدود الوطنية بالحرب هو القاعدة، ولا توجد دولة قادرة على إيقاف مثل هذه الحرب بجهودها الخاصة فقط. وأن مشاركة زعماء العالم مطلوبة".
وتساءل "زيلينسكي"في الفيديو الذي تم بثه قائلًا: هل تريد روسيا الحوار؟ تتمتع أوكرانيا بأكبر تجربة في العالم في الخداع الذي تمارسه روسيا خلال المفاوضات. الخداع الذي كان على وجه الخصوص غطاء روسيا للتحضير لهذه الحرب. ولهذا السبب فإن الجهود العالمية مطلوبة ـ قمة السلام بمشاركة الزعماء لا يمكن لروسيا أن تخدعهم.
أضاف "زيلينسكي": "نحن نقوم بالتعاون مع سويسرا بالإعداد لعقد مثل هذه القمة. تنطلق في 15 يونيو. لقد أكدت أكثر من 80 دولة مشاركتها ونواصل العمل مع القادة ودعوتهم لحضور القمة. شكرا لكل من يساعد حقا في إحلال السلام".
استطرد "زيلينسكي" حديثه قائلًا: "إنني أخاطب قادة العالم الموجودين حاليًا على هامش الجهود العالمية للتحضير لقمة السلام: الرئيس بايدن، زعيم الولايات المتحدة، والرئيس شي، زعيم الصين. لا نريد أن يحترق ميثاق الأمم المتحدة، تماما مثل هذه الكتب. آمل أنكم لا تريدون ذلك أيضًا. من فضلكم أظهروا قيادتكم في تحقيق السلام – السلام الحقيقي وليس وقفة بين الضربات". واختتم "زيلينسكي" حديثه بأن إن جهود الأغلبية العالمية هي أفضل ضمان للوفاء بالالتزامات".
صيغة السلام الأوكرانية
في نوفمبر 2022، أعلن رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي أثناء لقادة مجموعة السبع (G7) عن "صيغة السلام" لاستعادة أمن أوكرانيا، وكانت تتضمن عشر نقاط هي، نزع السلاح في محطة زابوريزهيا للطاقة النووية التي تحتلها القوات الروسية، مما يتطلب انسحاب القوات منها، وسيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المحطة فيما يعرف بـ (السلامة النووية)، وربط المحطة بشبكة الطاقة الأوكرانية، وتسهيل تصدير الحبوب الأوكرانية بغض النظر عن موعد انتهاء الحرب وهو ما يعرف (الأمن الغذائي)، ومراقبة المنشآت المتضررة في البنية التحتية الحيوية للطاقة في أوكرانيا من قبل مبعوثي الأمم المتحدة، فيما تتعهد روسيا بوقف الضربات على محطات توليد الطاقة في أوكرانيا، مع ضرورة فرض قيود على أسعار موارد الطاقة الروسية لمنع استخدامها كأسلحة وهو ما يعرف بـ (أمن الطاقة)، وإطلاق سراح جميع السجناء في إطار نموذج تبادل.
وكذلك تنفيذ روسيا لميثاق الأمم المتحدة لاستعادة أراضي أوكرانيا، في إطار قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة والوثائق الدولية الملزمة قانونا والمعمول بها، وكذلك انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية ووقف الأعمال العدائية، واستعادة سيطرة أوكرانيا على كافة أجزاء حدود الدولة، وإنشاء محكمة خاصة لبحث آثار الحرب على أوكرانيا، وإنشاء آلية دولية للتعويض عن كافة الأضرار على حساب الأصول الروسية، وكذلك إنشاء منصة لتقييم الأضرار البيئية الناجمة عن الحرب، وزيادة عدد المعدات والخبراء لإزالة الألغام واستعادة مرافق معالجة المياه، وأما الشرطين الآخيرين، هو وضع ضمانات أمنية فعالة لمنع التصعيد مجددًا، والتأكيد على نهاية الحرب، مع التوقيع على وثيقة تؤكد نهاية الحرب من قبل الأطراف.