المعلومة من حق الجميع.. المواطن يسأل وعلى الحكومة أن تجيب
مشروعات كبرى تقوم بها الدولة قد لا نعرف عنها إلا القليل ولا تتوفر لدينا المعلومات الكافية التي توضح جهود الدولة.. السبب غياب المعلومة واعتقالها في أدراج مكاتب المسئولين. لقد دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي وسائل الإعلام لتنظيم رحلات لرجال الإعلام وشباب الجامعة لمتابعة المشروعات أثناء افتتاحه مشروع "توشكي" أمس السبت، بجنوب الوادي، والذي يعد من أهم المشروعات التنموية التي تقوم بها الدولة ضمن خطط التنمية المستدامة 2030.
يأخذنا حديث اهتمام الرئيس "السيسي" إلى أهمية دور الإعلام ووظائفه والخدمات التي يقدمها للمواطن المصري من دافعي الضرائب، ومن ثم حق المواطن فى الحصول على المعلومة. نجد من أهم وظائف الإعلام هو الإخبار ونقل المعلومات من مصادرها الرئيسية إلى المواطن الباحث عن الحقيقة، أيضا من بين أدوار القائمين على كافة وسائل الإعلام، المكتوبة والمرئية والمسموعة، تفسير الغموض وإيضاح الحقائق وتقديم رؤية مستقبلية على أساسها يستطيع الموطن أن يتخذ قراره بناء على ما يقدم له من معلومات متاحة له.. هذه ليست مهمة سهلة على من يقوم بهذه الوظيفة في ظل تحفظ المسئولين بما لديهم من معلومات.
دائما ما يطالب أهل الإعلام بحرية المعلومات وتداولها.. الحرية هنا هي مطالبة من يملك المعلومة بأن يطلقها لعنان السماء دون شرط أو قيد، إنها حرية مسئولة ومسئولية على الجميع، وإلا يكلفنا الكثير التحفظ والكتمان على المعلومة في زمن تكثر فيه الشائعات والمعلومات المغلوطة، مما يعكر صفو الحياة، ومن ثم تعلو الأصوات والمناداة بالحرية في حين أن القرار الأسهل هو إتاحة المعلومات.
أعتقد أن هذا ما فهمناه من حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي حين خاطب القائمين على الإعلام أثناء افتتاح مشروع شرق العوينات. جزء من حديثه موجّه إلى المنظومة الإعلامية والدفع بها من أجل مصلحة المواطن، لقد خاطب السيد الرئيس وشدد على دورالإعلام في نقل وتفسير المعلومة للمواطن، لا سيما أن الرئيس يردد دائما مقولته: "ليس لدينا ما نخفيه". عهدنا معه الصراحة والشفافية، وصدق المعلومة، حتى وإن كانت الظروف غير مواتية، المكاشفة تجنبنا الصدمة من أي تداعيات، الحقائق تجعلنا نتخذ القرار الصواب والحذر من مغبة الأحداث.
لقد تحدث الرئيس بشفافية في موضوعات تهم كل مواطن مصري، تحدث عن أساسيات الحياة من تكلفة رغيف العيش وأسعار الكهرباء والوقود، تحدث بالأرقام عما تقدمه الدولة من دعم وما تستطيع القيام به وأهم التحديات التي تواجهها، لقد وضع المواطن مع الحكومة موضع تفكير وتحليل وطالب الجميع بمساحة من تبادل وجهات النظر، مطالبا الحكومة: "اتكلموا وقولوا للناس ليه الكهرباء بتقطع، لو أنا أخدت تمن الكهرباء الحقيقي، هضاعف تمنها مرتين، طيب الغلبان هيروح فين؟ أقطع الكهربا ولا أغليها؟".. هذه الشفافية لا تعني أن الدولة لا تتخذ القرار منفردة دون مراجعة من أحد، هنا خطاب الرئيس يدعو للمشاركة من الجميع عبر وسائل الإعلام، المشاركة تكون بطرح الحوار حول أي أزمة تواجه الدولة وتنعكس على المواطن، يكون الحوار المجتمعي عبر وسائل الإعلام المختلفة هو أفضل الطرق للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف، أو يتم طرح حل أقرب إلى حالة الرضا..
نعم، نحن جميعا نفقتد إلى حرية المعلومة، خاصة أن المواطن صاحب الحق الأصيل لم يجد أحيانا كثيرة إجابات حقيقية ومقنعة، المواطن في الآونة الأخيرة لا يجد مسئولا في موقع المسئولية يجيب عن استفسارات وأسئلة حائرة لا تجد إجابات شافية.
على الحكومة، الجهة التنفيذية في الدولة، أن تحذو حذو الرئيس، أن تتكلم وتخرج عن صمت دام طويلا.. عليكم بالحديث إلى أبواق الإعلام.. على رئيس الوزراء وكل وزير والهيكل التنظيمي من الجهات المختصة أن تحرروا جميعا المعلومة من أدراج مكاتبكم، وأن تمنحوا أقلامكم القوة في إصدار البيانات، وأن تخرجوا في وسائل الإعلام بتصريحات مسئولة تدحض كل مغرض وتقتل الشائعات في مهدها.. هذا دوركم إلى جانب عملكم التنفيذي، لم يطلب منكم أحد ما هو خارج عن مسئوليتكم، إنما ساعدونا ونساعدكم في إنجاح مهامكم وعملكم المكلفين به، فمطلبنا نحن المواطنين ليس إلا أن تخبرونا بما لديكم من إنجازات وأفكار لصالح الجميع، وأن نشارككم في تحمل التحديات والصعاب، ونصل معكم إلى الحلول المناسبة، تحتمل وجهات نظر مختلفة تساعدكم على اتخاذ القرار.. إلى كل مسئول في موقع المسئولية لنا حق عليكم.. فمن حقنا نسأل وعليكم الإجابة.