رضوى محمد صقر تكتب: مسار خروج بنى إسرائيل
تنتهج مصر منذ عام 2014 استراتيجية ثابتة الخطى نحو ترميم وإعادة إحياء مختلف المزارات السياحية التي تنتمي إلى عصور وحُقَب تاريخية مختلفة، سواء كانت تنتمي إلى الحضارة المصرية القديمة، أو الحضارتين اليونانية والرومانية، أو الحضارة الإسلامية بمختلف مراحلها، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير وترميم مساجد آل البيت، وتطوير المناطق المحيطة بها بما يتواءم مع الهوية البصرية والتاريخية لكل مزارٍ على حدة.
وتشمل عمليات الترميم أيضًا المزارات التي تنتمي للديانات السماوية الثلاث دون تفرقة بينها، بالإضافة إلى السعي إلى التأكيد على احترام الأديان الثلاثة خاصة في ضوء وحدة الأصل، وهو ما يتجلى من خلال مشروع التجلي الأعظم، وإحياء مسار خروج بني إسرائيل وفقًا لما صرح به رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بتاريخ 23 مايو 2024.
ويأتي ذلك المشروع تزامنًا مع ترميم مساجد وأضرحة آل البيت، وإحياء مسار العائلة المُقدسة، وهنا تجدر الإشارة إلى عدة نقاط، وتشمل ذِكْر خروج بني إسرائيل في إطار الديانات الثلاث باعتباره يُمثل تحرر أتباع النبي موسى عليه السلام من العذاب الذي لاقوه على يد فرعون ومَلئِه، وما صاحب ذلك الخروج من معجزات، كما أن المراجع التاريخية المختلفة وما يتصل بها من مراجع أنثروبولوجية، وأشهرها في مصر الدراسات التي أجراها الدكتور الراحل/ عبد الوهاب المسيري، تدعو إلى التفرقة بين بني إسرائيل الذين هم من نسل سيدنا يعقوب عليه السلام من جهة، واليهود الذين هم أتباع الديانة اليهودية من جهة ثانية، وأتباع الفكر الصهيوني من جهة ثالثة، مع التأكيد على عدم ضرورة التماهي بين الانتماءات الثلاثة، بل والتناقضات فيما بينها في بعض الحالات.
وهنا، يُعتبر إحياء مسار خروج بني إسرائيل إحياءً لذكرى نصرة الله عز وجل لسيدنا موسى عليه السلام وأتباعه من المؤمنين، بالإضافة إلى التأكيد على احترام مصر للأديان والمعتقدات المختلفة، واعتزازها بأنها مهد الديانات، وأرض الحضارات والتاريخ، وتعمل على الحفاظ على، وإحياء، التُراث الحضاري والتاريخي البشري، وتعزيز صورة مصر باعتبارها أرض التعايش والسلام.