أقدم حرفة يدوية على الأرض.. مراحل تصنيع "الفخار الأسود" بالشرقية
تشتهر محافظة الشرقية بعدد من الصناعات التراثية والحرف اليدوية الهامة، والتى تعبر عن التراث المصرى والهوية المصرية، معظمها متوارث عن الحضارة الفرعونية القديمة، ومنها صناعة "الفخار الأسود".
ومن قرية كفر محمد جاويش بمحافظة الشرقية، والمشهورة بتصنيع الفخار، رصدت "الدستور" أساس الصنعة وأسرارها في لقاء مع المهندس أحمد قدرى، مهندس ديكور ومشرف على تطوير مشروعات التراث والحرف اليدوية بالمحافظة، والذى أكد أن حرفة تصنيع الفخار الأسود هى أقدم حرفة يدوية على وجه الأرض، حيث عُرفت من قديم الأزل واستخدمها الإنسان فى صناعة العديد من الأغراض المعيشية، كما يُلاحظ وجودها فى المتاحف التى تعرض الآثار الفرعونية والمتعلقة بالحضارة المصرية القديمة.
وتصحيحًا للمفهوم المغلوط حول لون الأوانى الفخارية صاحبة اللون الأسود والمعروضة بالمتاحف، والتى يظن بعض الزائرين أن لونها تحول للأسود بسبب عوامل الزمن، فإن الصنعة البدائية كانت صنعة الفخار الأسود، وجاء الفخار بلونه الأحمر الطينى المعروف كمرحلة تطوير لاحقة للفخار الأسود.
وأكد قدرى أن ازدهار تلك الصنعة يحتاج إلى عناية وتطوير، لافتًا إلى أنه لا بد لها من راعٍ يتبنى تمويلها، وفتح أبواب ومجالات للتصدير والتصدير إلى خارج مصر.
ومن جهته، قال إبراهيم عبدالحميد، أحد صانعى الفخار، إن الفخار الأسود فى تصنيعه يمر بعدد من المراحل، أولها أخذه كتراب من الأرض أو من المصادر المعنية بذلك، ثم وضعه فى أحواض للمياه، ثم استخراجه وتصفيته من "الحصو" أو أى شوائب، ثم وضعه ليختمر وتخزينه حتى يصبح طينًا قابلًا للتشكيل.
وتابع أنه بعد تلك المراحل يتم وضع الطين في ماكينة يدوية تخرجه على شكل أعمدة قصيرة، يمكن أن تتشكل منها عدد من الأوانى والأغراض، مثل أطباق أكل الطيور والفازات والأواني ودماسات الفول والزير والقلة وغيرها.
وأوضح أنه عقب تلك المراحل يتم ترك ما تم تشكيله يجف لمدة أسبوع أو 10 أيام، ثم إدخاله فرنًا منطفئًا أو درجة حرارته منخفضة إلى حد ما، وتركه 5 أيام لحين تسويته، على حد قوله.
وأكد أن الأواني الفخارية هي من أصح المواد التى يمكن للإنسان استخدامها وحفظ الأغذية فيها، لافتًا إلى أنه يطور من الصناعة حتى يواكب التغييرات في العالم المحيط ويستطيع المحافظة على مهنته.