استقبال حافل لأول فيلم صومالى فى مهرجان كان
حظي الفيلم الصومالي The Village Next to Paradise، للمخرج مو هاراوي، بشعبية واسعة النطاق وعروض مزدحمة في الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي، الممتدة من 14 إلى 25 مايو، حيث أقيم عرضه العالمي الأول في قسم "نظرة ما" بالمهرجان بحضور الممثلين وطاقم العمل.
ومع الضجيج المحيط بالفيلم، توافد كبار الشخصيات والمشاهير والنقاد والشخصيات الإعلامية الدولية لمشاهدة الفيلم الذي طال انتظاره، حيث أشاد الجمهور العام بالفيلم ومخرجه، وحظي كلاهما بحفاوة بالغة بعد انتهاء العرض الأول.
كما حضر العرض الأول ضيوف مميزون وأصدقاء لطاقم العمل، مثل ريم العدل، مصممة الأزياء الأكثر إنتاجًا وتميزًا في الشرق الأوسط، ومدير التصوير عبدالسلام موسى، والمنتجين أمجد أبوالعلاء ومحمد العمدة اللذين يقفان وراء الفيلم الشهير والفائز بجائزة الحرية بمهرجان كان العام الماضي "وداعًا جوليا".
كما حصل الفيلم على العديد من الإشادات النقدية المتميزة، وأبرز ما كُتب عن الفيلم مراجعة كريستوفر فورلياس لموقع Variety: "بدأ المخرج باستكشاف الحياة في البلد الذي تركه وراءه، مستخدمًا السينما لسد الفجوة بين ذكريات وطنه والطريقة التي تصورها العدسات الأوروبية عن الصومال"، ويقول في مراجعته: "يقاوم المخرج الرغبة في تصوير الصوماليين على أنهم ضحايا لا حول لهم ولا قوة. يهتم هاراوي أكثر بالتحقيق في الروابط الحميمة لوحدته العائلية غير التقليدية ولكن المتماسكة، بينما يستكشف كيف يتحمل الأفراد المسئولية عن أفعالهم أو يتهربون منها".
يعُد The Village Next to Paradise أول فيلم على الإطلاق تم تصويره في الصومال ويشارك في المهرجان. وتدور أحداثه في قرية صومالية عاصفة، يجب على عائلة أُعيد لم شملها حديثًا التنقل بين تطلعاتهم المختلفة والعالم المعقد المحيط بهم. الحب والثقة والمرونة ستدعمهم خلال مسارات حياتهم.
كما كتب فابيان لوميرسيه، لموقع Cineuropa: "يفرض مو هاراوي حسه الرائع في خلق صورة سينمائية على حكاية مؤثرة ومقتضبة توضح مصائب الشعب الصومالي وقدرته على الصمود"، ويكمل قائلًا: "الفيلم يأخذ وقته ليرسم، من خلال عائلة صغيرة، صورة للصومال حيث الحاضر قاسٍ للغاية، والماضي ثقيل بمن اختفوا، والمستقبل غامض".
فاز مشروع فيلم The Village Next to Paradise بعدد من المنح الإنتاجية، من بينها منحة صندوق السينما العالمية في مهرجان برلين السينمائي، كما فاز مشروع الفيلم بمنحة ما بعد الإنتاج (20 ألف يورو) من ورش أطلس بمهرجان مراكش الدولي للفيلم، وقد عبّر الحاضرون عن إعجابهم بالفيلم، وأشادوا بشكل خاص بالتصوير السينمائي لمدير التصوير المصري مصطفى الكاشف، ابن المخرج الراحل الكبير رضوان الكاشف.
الفيلم من تأليف وإخراج مو هاراوي، وبطولة أحمد علي فرح، ومونتاج جوانا سكرينزي، وتصميم الإنتاج لنور عبدالقادر، وتصوير مصطفى الكاشف الذي يُعد ثاني الأفلام الروائية الطويلة له بعد فيلم "19 ب" للمخرج أحمد عبدالله السيد، والذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي، حيث شارك في المسابقة الرسمية وفاز بثلاث جوائز، منها جائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني في التصوير السينمائي.
الفيلم من إنتاج شركة فيلم فرايبيوتر في النمسا، وشركة مامال فى الصومال، وشركة كازاك للإنتاج في فرنسا، ونيكو فيلم في ألمانيا.