الروح أغلى من الفلوس... معديات الموت
تتكرر مثل هذه الحوادث فى الريف المجنى عليه. وأسطورة معديات الموت لا تنتهى.
لا يتحرك أحد!
لا يتحرك ضمير أحد. صمت الليل والصحراء..
حكايات البنات والنساء العاملات.. خلف البحث عن لقمة العيش، أقصد شهداء لقمة العيش.
حادث مأساوى يتسبب فى مصرع فتيات، بل أطفال ونساء، غرقًا فى نهر النيل، من فوق معدية أبوغالب، إثر سقوط ميكروباص.
بنات يعملن فى جمع الفاكهة من الساعة الرابعة فجرًا إلى الساعة الثانية ظهرًا. قالت إحدى الناجيات إنه عند عودتهن من إحدى المزارع، قام أحد سائقى التوك توك بالتحدث إلى الفتيات والتعدى عليهن والتحرش بهن بالكلام المسىء، فتدخل سائق الميكروباص وقام بالدفاع عن البنات، ولكن كالعادة اجتمع عليه سائقو التوك توك وقاموا بضربه، وأثناء الشجار والخلاف القائم من شد وجذب، رجع الميكروباص إلى الخلف حتى سقط بشهيدات لقمة العيش، وانتهت حياة الأبرياء على يد الإهمال والفساد والتحرش والتخلف.
الكوميديا السوداء فى هذه المهزلة ما تم تداوله من وثائق تكشف انتهاء تراخيص معدية أبوغالب، وأنها تحتاج إلى صيانة عاجلة.. تشمل إزالة المياه بالقاع الداخلى لها. كما طالب الأهالى ببناء كوبرى بديلًا عنها لتهالكها بعدما تكررت حوادث كثيرة على مدار أكثر من 15 سنة.
حوادث المعديات فى تزايد، كان آخرها غرق عبارة تكلا بمنشأة القناطر فى فبراير 2024 والتى راح ضحيتها 10 عمال. وحادث سقوط ميكروباص خلال صعود معدية تبادلية فى بنى سويف فى أبريل 2024، والذى راح ضحيته 5 من أسرة واحدة.
إنه ملف الريف.. المجنى عليه..
رضيوا بالهم.. والهم مرضيش بيهم..
البنات فى الريف بتشتغل من بدرى، وتساعد أخواتها وتعول أسرتها.
البنات فى الريف بتشتغل عشان تجيب كسوتها.
البنات فى الريف حصاد مأساة الغلابة.
البنات فى الريف اختيار المطر وأحلاهم مر.
من يسأل عن الأرواح؟ ومن يجاوب؟ ومن المسؤل عن عمل الأطفال؟!
نقطة ومن أول الصبر
هذه الكارثة تكشف الستار عن ملف الريف المصرى ومشكلاته الضخمة:
- ملف العمالة غير المنتظمة وغير الآمنة.
- ملف المعديات على مستوى المحافظات الأهلية والحكومية والجهات الرقابية.
- ملف الفتاة الريفية من نعومة أظافرها إلى الالتحاق بمعدية الموت، والساعة بـ 10 جنيه واليومية 130 جنيهًا.