فريال غزول: تظهر ريادة جين المقدسى فى كتابة سيرتها بصيغة الجمع لا المفرد
أقيمت مساء أمس ندوة مناقشة كتاب "جدتي وأمي وأنا " الصادر عن المركز القومي للترجمة للكاتبة جين سعيد المقدسي ومن ترجمة هالة كمال، وذلك بحضور مؤلفة الكتاب جين المقدسي، الناقدة والأكاديمية دكتورة فريال غزول، وبحضور المترجمة دكتورة هالة كمال، وذلك بمؤسسة المرأة والذاكرة.
قالت الناقدة فريال غزول، أستاذ الأدب الإنجليزي بالجامعة الأمريكية: كنت أتمنى لو أن الكتاب قدم نسب العائلة في شجرة، فهناك حشو من الأسماء يتطلب مجهودًا من القارىء.
ولفتت "غزول" إلى: تعلمنا التاريخ في المدارس والجامعات باعتباره سجلًا لما تقوم به النخبة الحاكمة، هذا التاريخ لا يلامس معاناة البشر العاديين، مع أنهم مندمجين في تشكيل هذا التاريخ، وقد طلع علينا مؤرخين جلل يعاودون تفكيك التاريخ، عبر كتابة نمطًا جديدًا من التاريخ يهتم بالعامة لا بالخاصة والذي يطلق عليه "تاريخ الناس في مقابلة مع تاريخ الحقبة ".
وأكدت "غزول" على أن: تبحث جين بلا ملل في تاريخ عائلتها، تاريخ الطبقة الوسطى المستنيرة في فلسطين، وذلك عبر اختزال التاريخ في محطات سياسية مع العلم أنها توثق السياق على ما يترك آثاره على العائلة، بداية من العصر العثماني إلى الاحتلال الإنجليزي، ومن معركة التحرير في السويس إلى الحرب الأهلية في لبنان.
وأشارت "غزول" إلى أن هناك ريادة في كتابة هذه المذكرات تظهر في نظرتها إلى السيرة الذاتية باعتبارها سرد المؤلف لحياته، من طفولته امتداد لمسيرته، أما جين فهي تكتب السيرة بصيغة الجمع لا المفرد.
جين المقدسي
يذكر أن جين المقدسي، كانت قد ولدت في عام 1940، ونشأت في القاهرة ــ بصحبة أسرتها وشقيقها إدوارد سعيد ــ حيث أنهت تعليمها الثانوي في عام 1957، قبل أن تستكمل دراستها الجامعية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعيش منذ سنوات طويلة في العاصمة اللبنانية بيروت.
عملت جين المقدسي بتدريس اللغة والأدب الإنجليزي والعلوم الإنسانية في كلية بيروت الجامعية ــ الجامعة اللبنانية الأمريكية حاليًا ــ حيث كانت لها أيضًا أنشطة في الحياة الموسيقية والمسرحية الجامعية.
صدر لـ جين المقدسي في العام 1990 كتابها المعنون بـ "شتات بيروت.. مذكرات الحرب"، عن دار بيرسيا في نيويورك باللغة الإنجليزية، ثم صدر في طبعة عربية عن دار الساقي في بيروت عام 2009.
أما كتابها "جدتي وأمي وأنا.. مذكرات ثلاثة أجيال من النساء العربيات"، فهو كتابها الثاني، وقد صدر في طبعته الأولي عن دار الساقي في لندن عام 2005.