يتجاوز 180 عام.. أقدم محلج قطن في الشرق الأوسط شاهد على العصر بالقناطر الخيرية (لايف)
يتربع على ضفاف نهر النيل الخالد، في مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، صرح صناعي عريق يشهد على حقبة ذهبية من تاريخ الصناعة المصرية حيث قارب عمره على القرنين من الزمن ألا وهو محلج القطن الأثري والذي تحتفظ واجهته بعراقتها ومظرها التاريخي المميز حتى يومنا هذا.
أقدم محلج قطن في القارة والشرق الأوسط
شُيد محلج قطن القناطر الخيرية عام 1847 في عهد محمد علي باشا، ليصبح أقدم محلج للقطن في الشرق الأوسط، ورمزا لازدهار زراعة القطن في مصر خلال تلك الحقبة، وقد لعب المحلج دورا محوريا في النهضة الصناعية المصرية، حيث كان يُصدر القطن المصري المنتج بجودة فائقة إلى مختلف أنحاء العالم.
وقدمت "الدستور" في بث مباشر مشاهد حية لمبنى المحلج في حالته القائم عليها الآن مع ذكر نبذة عنه، حيث يتميز محلج القناطر الخيرية بتصميمه المعماري الفريد، الذي يمزج بين الطرازين الشرقي والغربي، وتتكون مبانيه من عدة أجزاء، تشمل العنابر، وورش الصيانة، ومعصرة الزيوت، والاستراحات، والمكاتب الإدارية.
وقد تم تشييد هذه الوحدات المعمارية باستخدام مواد عالية الجودة، مثل الخشب المستورد من أوروبا، وحجر الدستور الأبيض من صعيد مصر.
محلج القطن شاهد على التراث الصناعي
تعد مباني محلج القناطر الخيرية بمثابة شواهد مادية على التراث الصناعي والتاريخي الغني لمصر، فقد حافظت هذه المباني على رونقها وجمالها على مر السنين، لتصبح معالم ثقافية مميزة تجذب الزائرين حيث أصبح وجهة لكثير من الشباب والفتيات لالتقاط صور تذكارية وتخصيص جلسات التصوير أمام واجهته العريقة والرائعة.
مواطنون يطالبون بتحويله وصرح ثقافي وسياحي
على الرغم من قيمته التاريخية والثقافية، إلا أن محلج القناطر الخيرية يعاني من الإهمال منذ عقود، ففي عام 1990، تم إيقاف تشغيله، ليصبح مبنى مهجورا مهددا بالانهيار.
ويمثل محلج القناطر الخيرية رمزًا حيا لتاريخ مصر العريق، وإرثها الحضاري الغني فيما يطالب الكثير من أبناء مدينة القناطر بإعادة ترميمه وتأهيله، لكي يصبح وجهة ثقافية وسياحية هامة بعد أن يتم تحويله إلى متحف يسرد تاريخ الصناعة المصرية بشكل عام والصناعات الزراعية وصناعة الأقطان على وجه الخصوص وبذلك ينجح المكان أن يتحول من مبنى مهجور الى صرح يجذب الزائرين من مختلف أنحاء العالم.
يهمك أيضا: