قمة البحرين.. دور مصرى محورى لمساندة القضايا العربية ووقف العدوان على غزة
انعقدت في العاصمة البحرينية المنامة، اليوم الخميس، القمة العربية الـ33، وجرت العادة أن تتناول القمم العربية الأولويات والتحديات العربية المشتركة، لكن قمة المنامة تحظى بأهمية كبيرة وقيمة استثنائية، وذلك على وقع الحرب الجارية في قطاع غزة والمستمرة منذ نحو ثمانية أشهر، جنبًا إلى جنب مع تداعياتها على كل المستويات، الأمر الذي جعل القضية الفلسطينية تتصدر سلم أولويات وأجندة عمل القمة.
وفي هذا السياق، تمثل القمة فرصة للتعبير عن الأولويات الخاصة بالدول العربية تجاه التحديات الراهنة، وخصوصًا تلك المرتبطة بحرب غزة وتداعياتها، وتحظى الدولة المصرية في هذا الإطار بحضور نوعي في قمة المنامة على اعتبار محورية دورها تجاه التطورات في الأراضي الفلسطينية، جنبًا إلى جنب مع تحملها تكلفة كبيرة في إطار تداعيات الحرب الجارية.
أولويات قمة المنامة
وتضمن مشروع جدول أعمال الزعماء العرب، 8 بنود رئيسية تتناول مختلف القضايا المتعلقة بالعمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية، ومجالات التعاون العربي مع التجمعات الدولية والإقليمية
كما تناولت القمة ملف الأزمات في المنطقة، والشئون العربية والأمن القومي، والتضامن مع لبنان، وتطورات الوضع في سوريا، ودعم السلام والتنمية في السودان، وتطورات الوضع في ليبيا، وآخر المستجدات في الملف اليمني، والتدخلات الخارجية في الشئون العربية.
وبحثت القمة دعم مرشح مصر الدكتور خالد العناني لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، إضافةً إلى دعم ترشيح مرشح جيبوتي محمود علي يوسف لمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
كما تضمن جدول أعمال القمة مناقشة ملف الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والقانونية، ومتابعة التفاعلات العربية مع قضايا تغير المناخ، وبحث الاستراتيجية العربية لحقوق الإنسان المعدلة ومناقشة الاستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب، وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب.
وتضمن الملف أيضا استعراض تقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية عن العمل التنموي العربي المشترك، والتقدم المحرز في اتفاقية التجارة الحرة، والاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن والتعاون العربي في مجال التكنولوجيا والابتكار، إلى جانب استعراض تجربة المملكة العربية السعودية الناجحة في القطاع الصحي.
وفرض السياق الحالي المصاحب للحرب الجارية في قطاع غزة، خصوصية وأهمية أكبر على القمة العربية بالبحرين، وفي هذا السياق تحظى المشاركة المصرية في القمة بخصوصية شديدة، لاعتبارات مرتبطة بكون مصر هي الطرف الأكثر تفاعلًا وتأثرًا بتطورات الأوضاع في قطاع غزة.
يأتي ذلك بسبب الدور المصري في الحرب الجارية على قطاع غزة وما تحظى به الدولة المصرية بميراث تاريخي ممتد، وخبرات متراكمة ودور محوري على مدار تعاملها مع الملف الفلسطيني، لكن محورية وخصوصية الدور المصري تجاه الملف الفلسطيني، زادت من حيث الأهمية في إطار الحرب الجارية في قطاع غزة، والممتدة منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم، خصوصًا مع اختلاف الحرب الجارية من حيث الديناميكيات والأهداف عن أي حروب سابقة بين الجانبين.