فى ذكرى النكبة.. محلل سياسى أردنى: إسرائيل لن تعترف بقرارات الأمم المتحدة بعد الآن
تحل غدًا الأربعاء، ذكرى النكبة الفلسطينية السادسة والسبعين في وقت يتعرض سكان قطاع غزة للقصف المتواصل، في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر.
وحول عدم تنفيذ قرار التقسيم بقيام الدولة الفلسطينية كما قامت دولة إسرائيل عام 1948، قال المحلل السياسي الأردني الدكتور منذر الحوارات، إن عجز العالم عن إنصاف الفلسطينيين سببه واضح، أن ميزان القوة العالمي مختل، ليس لمصلحة الفلسطينيين، بل للجانب الإسرائيلي، وبالتالي عناصر القوة داعمة للمشروع الصهيوني، وكانت كبيرة ومؤثرة وجوهرية في تأثيرها على العلاقات الدولية، بينما كانت فلسطين وأغلب الدول العربية ترزح تحت الاحتلال الأوروبي، وكان القرار العسكري والاقتصادي مرهونًا بمصالح دولية خارج المنطقة العربية.
وأضاف الحوارات لـ"الدستور": كان القرار السياسي للدول العربية يتم اتخاذه تحت تأثير القوى الاستعمارية الدولية، وهذا الأمر لم يكن لمصلحة الفلسطينيين، وبالتالي ميزان القوة كان شديد الاختلال لمصلحة الصهيونية العالمية في ذلك الحين، واستمر، ويستمر حتى الآن، بحيث لم تستطع التدخلات العربية الدفع بالقضية الفلسطينية باتجاه الحل، وكذلك لا توجد قوة دولية منصفة تتدخل لوضع القضية الفلسطينية في إطار الحل، والسبب الرئيسي أن التضامنات الدولية أغلبها مع دولة الاحتلال، والقوى الرئيسية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، داعمة بلا حدود لإسرائيل، وتحبط أي قرار دولي ضد دولة الاحتلال.
وتابع: القوة فرضت نفسها في الوقت الذي كانت القوى العربية ضعيفة وتفتقر إلى السلاح ومقومات الصمود في وجه القوات الإسرائيلية المدربة في الحرب العالمية الثانية، ولديها أحدث تقنيات السلاح في حينه، ولديها الطيران المجهز، ولديها الدعم اللوجستي من القوى الدولية التي كانت في الحرب العالمية الثانية، وفي مقدمتها بريطانيا، ولاحقًا الولايات المتحدة، بينما العرب افتقروا إلى القوة والسلاح الحديث والجهود الموحدة.
وأشار إلى أن إسرائيل فرضت شروطها بحكم الانتصار في حرب 1948، وجرى وقف تنفيذ قرار التقسيم فيما يتعلق بإنشاء دولة فلسطينية، حيث كانت النخبة الفلسطينية في ذلك الوقت منقسمة على نفسها، ولم تستطع إيجاد صيغة موحدة للفلسطينيين في مواجهة المشروع الصهيوني الموحد الذي يدرك أهدافه بوضوح، ويدرك الوسائل التي سيحقق فيها أهدافه، بينما كان المشروع الفلسطيني غير مطروح ربما بشكل موحد، وهذا الأمر أضعف إمكانية أن يحصل على مكاسب في هذا الصراع المحتدم، وكان واحدًا من عناصر الضعف الرئيسية بالإضافة إلى ضعف المجموع العربي حينها.
وفيما يتعلق بنتائج عملية طوفان الأقصى على مستقبل قيام الدولة الفلسطينية، قال "الحوارات"، إنه من الصعب الحكم على معركة أو حرب لم تنته بعد، فالمعركة ما زالت مشتعلة ونتائجها لم تبح عن نفسها حتى الآن، وإسرائيل كما تعودنا دائمًا تستثمر اللحظات للحصول على مكاسب جديدة، وقد قررت منذ فترة أن الخطر الاستراتيجي الذي يهددها هو تزايد عدد السكان الفلسطينيين، وبالتالي تستنفد كل ما لديها من طاقات في الحصول على أرض فارغة أو على الأقل خالية من السكان جزئيًا.
انتعاش القضية
ونوه بأن طوفان الأقصى خلق حالة انتعاش للقضية الفلسطينية، وأثبتت أن هناك من يقف في وجه هذا المشروع الإسرائيلي، لافتًا إلى أن تمزيق مندوب إسرائيل ميثاق الأمم المتحدة رسالة واضحة بأن ما يصدر عن هذه المنظمة من قرارات لم يعد ملزمًا لتل أبيب بعد الآن.