بلينكن يتهم تل أبيب بانتهاك القانون الدولى.. أسرار التحول الأمريكى ضد إسرائيل
كشفت الانتقادات العلنية من قبل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لإسرائيل، عن اتساع رقعة الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد دخول قوات الاحتلال لمدينة رفح والسيطرة على معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني.
ووجه وزير الخارجية الأمريكي واحدا من الانتقادات العلنية لإسرائيل واتهامها بانتهاك القانون الإنساني الدولي في غزة، حسب ما نشرته وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.
اتهامات أمريكية كبرى لإسرائيل علنًا
وقال بلينكن، إن "التكتيكات الإسرائيلية تعني خسارة مروعة في أرواح المدنيين الأبرياء لكنها فشلت في تحييد قادة حماس، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تمرد دائم".
وفي مقابلتين تليفزيونيتين، أشار بلينكن إلى أن "الولايات المتحدة تعتقد أن القوات الإسرائيلية يجب أن تخرج من غزة، ولكنها تنتظر أيضًا رؤية خطط ذات مصداقية من إسرائيل للأمن والحكم في المنطقة بعد الحرب".
ولفت إلى أن "حماس عادت إلى الظهور في أجزاء من غزة، والعمل المكثف الذي تقوم به القوات الإسرائيلية في مدينة رفح الجنوبية يهدد بترك أقرب حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وحيدًا معزولًا عن العالم".
وقال: إن "الولايات المتحدة عملت مع الدول العربية وغيرها لأسابيع على تطوير "خطط ذات مصداقية للأمن والحكم وإعادة البناء في غزة، لكننا لم نر ذلك يأتي من إسرائيل، نحن بحاجة إلى رؤية ذلك أيضًا".
ونوه بأنه "مع توغل إسرائيل بشكل أعمق في رفح في الجنوب، فإن العملية العسكرية قد تحقق بعض النجاح الأولي ولكنها تخاطر بضرر غير مسبوق على النازحين دون حل مشكلة يريد كلانا حلها، وهي التأكد من أن حماس لا تستطيع أن تحكم غزة مرة أخرى".
ولفت إلى أن "سلوك إسرائيل في الحرب قد وضع البلاد على المسار المحتمل، وهو البقاء دائمًا تحت تهديد المسلحين، فانسحاب إسرائيل دون خطة لمستقبل القطاع سيترك فراغا يُملأ بالفوضى ويسمح لحماس بالعودة بسهولة، لقد تحدثنا مع الإسرائيليين كثيرًا بشأن ضرورة إنهاء هذه الحرب ووضع خطة لمستقبل القطاع".
كما ردد بلينكن، ولأول مرة علنًا من قبل مسئول أمريكي، النتائج التي توصل إليها تقرير جديد لإدارة بايدن إلى الكونجرس يوم الجمعة، والذي قال إن استخدام إسرائيل للأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة في غزة ينتهك على الأرجح القانون الإنساني الدولي.
وقال التقرير أيضًا، إن ظروف الحرب منعت المسئولين الأمريكيين من تحديد ذلك بشكل مؤكد في غارات جوية محددة، لافتًا إلى أن "تصرف إسرائيل بطرق لا تتفق مع القانون الإنساني الدولي واستخدمت الأسلحة الأمريكية في ذلك، ما تسبب في الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين الأبرياء".
وتحدث بلينكن إلى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت الأحد، حيث كرر معارضة الولايات المتحدة الطويلة الأمد لما يُعرف الآن بالهجوم الإسرائيلي المتنامي في رفح، بالنظر إلى الخسائر في صفوف المدنيين هناك، وفقًا لرواية وزارة الخارجية للمكالمة.
وحث بلينكن جالانت على السماح للعاملين في المجال الإنساني بإدخال المساعدات إلى غزة وتوزيعها، وأدى الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى إغلاق معبر رفح البري أحد المعبرين الحدوديين الرئيسيين إلى القطاع لمدة أسبوع، وتوقف معظم العمليات عند معبر كرم أبو سالم المعبر الآخر بعد استهدافه بهجوم صاروخي من حماس.
وأثار مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، في اتصال هاتفي الأحد مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنجبي، المخاوف بشأن عملية عسكرية برية في رفح وناقشا "مسارات العمل البديلة" التي من شأنها ضمان هزيمة حماس "في كل مكان في غزة"، بحسب ما جاء في بيان.
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن الاتهامات الأمريكية العلنية لإسرائيل تتزامن مع تفاقم حدة الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل عقب تجميد الرئيس الأمريكي جو بايدن شحنة أسلحة قبل إرسالها لإسرائيل.