ما بعد التصويت على عضوية الأمم المتحدة.. فلسطينيون: اعتراف بحق شعبنا ورسالة دولية برفض الاحتلال
أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون أن صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدعم أهلية دولة فلسطين فى الحصول على العضوية الكاملة، رسالة قوية من المجتمع الدولى برفض الاحتلال الإسرائيلى.
قال الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، ماهر صافى، إن هناك إجماعًا دوليًا فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، على حق دولة فلسطين فى الحصول على العضوية الكاملة، ومنحها حقوقًا وامتيازات أخرى على الصعيد الأممى والمؤسساتى، مشيرًا إلى أن هذا التصويت الكاسح يعكس الإجماع الدولى والانتصار للقانون وهيبة المؤسسة الأممية التى غابت وغفلت عن المجازر التى ترتكب فى حق أبناء الشعب الفلسطينى، منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ حتى يومنا هذا.
وأوضح أن هذا الإجماع الدولى يؤكد أن فلسطين تستحق العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة ومؤهلة لذلك الاستحقاق، ويعكس مكانتها القانونية والدولية، قائلًا: «التصويت الذى تم، أمس الأول، رسالة واضحة من المجتمع الدولى لتأكيد الحق الفلسطينى؛ رغم الفيتو الأمريكى الظالم والمحاباة للمحتل الاسرائيلى».
وتابع «أرى أنه يجب العمل بميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولى، وتطبيق تلك القرارات على إسرائيل»، مواصلًا: «يجب استغلال هذا التصويت بتفعيل الدبلوماسية الفلسطينية والعربية والدول الصديقة ومواصلة العمل على كل الأصعدة السياسية والدبلوماسية للتصويت الإيجابى فى مشاريع القرارات اللاحقة، حتى ينال الشعب الفلسطينى حقوقه بإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية».
من جهته، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى، إن قرار الأمم المتحدة قرار مهم ومرحب به من كل أبناء الشعب الفلسطينى، الذين دفعوا ثمنًا باهظًا من دمائهم وممتلكاتهم وفلذات أكبادهم، من أجل استقطاب هذا الإجماع الدولى فى المؤسسة الدولية، بالاشتراك مع الأشقاء فى المجموعة العربية الذين لعبوا دورًا كبيرًا فى سبيل الوصول إلى هذه النتيجة.
وذكر «أبولحية» أن هذا القرار سيمنح بعثة فلسطين فى الأمم المتحدة عددًا من الحقوق والامتيازات داخل أروقة الأمم المتحدة، ما يضمن وجود اسم دولة فلسطين بشكل أكبر فى المؤسسة الدولية، فى ظل التوصية بإعادة طرح طلب منح فلسطين العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة مرة أخرى إلى مجلس الأمن لإعادة النظر فى الأمر، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، الشهر الماضى، حق النقض «فيتو» ضد مشروع القرار الذى تقدمت به الجزائر نيابة عن المجموعة العربية فى المجلس.
وقال إن نائب مندوب الولايات المتحدة الأمريكية بالأمم المتحدة لوح بأن واشنطن ستستخدم مرة أخرى حق النقض «فيتو» ضد التوصية المرفوعة لمجلس الأمن، من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفًا أن هذه ليست المرة الأولى التى تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية المجتمع الدولى والإجماع الدولى.
وتابع «أرى أن الوقت قد حان من أجل أن تعيد المؤسسة الدولية الاعتبار لتفسها، من خلال إلغاء حق النقض فيتو والعضوية الدائمة فى مجلس الأمن، فى خطوة لإصلاح الأمم المتحدة، حيث من غير المقبول أن تمتلك دولة واحدة قوة وقرارًا يفوق رأى ١٤٣ دولة».
وبين أن هذا الأمر يشكل انتقاصًا من سيادة هذه الدول، ويمنحها مرتبة لا ترتقى إلى مرتبة الأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن، وهذا أمر لم يعد مقبولًا فى الوقت الحالى، فى ظل تغير المعايير والأسس التى بنيت عليها هذه الآلية عند تأسيس مجلس الأمن.
وفى السياق ذاته، أكد الكاتب الفلسطينى، ثائر نوفل أبوعطيوى، أن تصويت الدول الأعضاء فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح فلسطين انتصار لعدالة القضية الفلسطينية ولقرارات الشرعية الدولية، فى إطار المساعى الأممية من تحقيق العدالة لشعب محتل يسعى جاهدًا لتحقيق الحرية والاستقلال عبر الشرعية الدولية الداعمة لحل الدولتين وإحلال السلام الشامل والعادل، والاعتراف بكامل الحقوق الفلسطينية.
وأوضح «أبوعطيوى» أن تصويت ١٤٣ دولة لصالح مشروع القرار، المدعوم من كل الدول العالمية والصديقة المناصرة لعدالة القضية، إنجاز للتضحيات الجسام التى قدمها الشعب الفلسطينى، وحماية لتطلعاته وطموحاته بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وشدد الكاتب الفلسطينى على أن التصويت الساحق والكبير من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة يمثل صفعة فى وجه الاحتلال الإسرائيلى، وللفيتو الأمريكى الذى عارض مشروع القرار الذى قدمته دولة الجزائر فى الثامن عشر من أبريل الماضى.
وتابع: «التصويت انطلاقة مهمة نحو فتح آفاق مستقبلية لتعزيز ودعم فكرة حل الدولتين وفق المبادرة العربية للسلام، ولقرارات الشرعية الدولية الداعمة لحقوق شعبنا الفلسطينى فى حقه فى تقرير مصيره، والقبول بحل الدولتين كخيار سلمى».
وقال إنه، فى هذا السياق، على الإدارة الأمريكية أن تتخذ موقفًا مغايرًا يختلف عن مواقفها الداعمة للاحتلال الإسرائيلى، وأن تدعم خارطة الطريق للسلام العادل، وفق رؤية تحقق إنجاز الدولة الفلسطينية المستقلة، وألا تقف فى وجه قرار الجمعية العامة باستخدام الفيتو فى مجلس الأمن.
ودعا «أبوعطيوى» الدول العربية إلى أن تعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية قرار الإجماع الدولى الداعم لدولة فلسطين عبر فتح مسارات متعددة للدبلوماسية الدولية، بالشراكة مع أصحاب القرار فى الشأن الفلسطينى، لكسب المزيد من دعم كل دول العالم، وبخاصة التى امتنعت ولم تصوت لصالح مشروع القرار.