الجارديان: تصويت الأمم المتحدة بشأن عضوية فلسطين يعمق من عزلة إسرائيل
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الجمعة، بأغلبية ساحقة بلغت 143 صوتًا مقابل تسعة أصوات رافضة لصالح سعى فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، فيما امتنع 25 عضوًا عن التصويت، مما يشير إلى عزلة إسرائيل المتزايدة على المسرح العالمي في ظل تطورات حرب غزة.
وبحسب تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، جاء تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لصالح مسعى فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كخطوة تشير إلى عزلة إسرائيل العالمية المتزايدة وسط قلق بشأن الحرب في غزة وحجم الأزمة الإنسانية في القطاع.
تفاصيل تصويت الأمم المتحدة بشأن عضوية فلسطين
وصوتت الأمم المتحدة على قرار يدعو مجلس الأمن الدولي إلى منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين، مع تعزيز القرار الجديد بمجموعة من الحقوق والامتيازات الجديدة، بالإضافة إلى ما مسموح به في وضعها الحالي كمراقب.
وأكدت الصحيفة أن هذه المبادرة مثلت توبيخًا لإسرائيل، الأمر الذي دفع مبعوثها لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، إلى إدانة القرار ومؤيديه وتمزيق نسخة من ميثاق الأمم المتحدة احتجاجًا على هذا التصويت.
ومن الدول التي صوتت ضد القرار هي الولايات المتحدة والأرجنتين وجمهورية التشيك والمجر وإسرائيل وميكرونيزيا وناورو وبالاو وبابوا غينيا الجديدة.
وقالت الصحيفة إن المبعوث الفلسطيني للأمم المتحدة، رياض منصور، أكد على أهمية هذا التصويت الذي جرى في وقت تواجه فيه مدينة رفح جنوب غزة، والتي تعتبر الملاذ الأخير لكثير من الفلسطينيين في غزة، هجومًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
من جهتها، قالت الحكومة الأمريكية، مساء الجمعة، إنه "من المعقول تقييم" أن الأسلحة التي قدمتها لإسرائيل استخدمت بطرق "تتعارض" مع القانون الإنساني الدولي، لكنها وجدت أنه لا يوجد ما يكفي من الأدلة الملموسة على هذا الأمر.
وفي تقرير طال انتظاره للكونجرس، بحسب الصحيفة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن التأكيدات التي قدمتها إسرائيل بأنها استخدمت الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة وفقًا للقانون الإنساني الدولي كانت "ذات مصداقية وموثوقة".
وأعرب التقرير، الذي تم تأجيله لعدة أيام بسبب النقاش داخل وزارة الخارجية، عن مخاوف عميقة بشأن امتثال إسرائيل للقانون الدولي الإنساني، لكنه قال إن الولايات المتحدة ليست لديها أدلة كافية حول الحالات الفردية للتوصية بتعليق إمدادات الأسلحة.
جاء هذا التقرير بعد يومين من إعراب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مخاوفه بشأن استخدام إسرائيل الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة، واقترح أن ذلك يدعم قراره الأسبوع الماضي بمنع شحنة من القنابل القوية المصنوعة في الولايات المتحدة بشكل خاص.
ضغوط دولية على الولايات المتحدة بسبب إقامة الدولة الفلسطينية
واعتبرت "الجارديان" أنه تم تصميم قرار الأمم المتحدة بعناية خلال الأيام الأخيرة، مما أدى إلى تخفيف لغته حتى لا يؤدي إلى قطع التمويل الأمريكي بموجب قانون عام 1990، فهو لا يجعل فلسطين عضوًا كامل العضوية، أو يمنحها حقوق التصويت في الجمعية، أو حق الترشح لعضوية مجلس الأمن، لكن التصويت كان تعبيرًا مدويًا عن الرأي العام العالمي لصالح الدولة الفلسطينية، مدفوعًا بالوفيات والمجاعة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقالت الصحيفة إنه حتى قبل التصويت، حثت إسرائيل ومجموعة من الجمهوريين البارزين على خفض التمويل الأمريكي على أي حال، بسبب الامتيازات الجديدة التي يمنحها القرار للبعثة الفلسطينية.
وقالت بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي صوتت ضد القرار، إنها ستستخدم حق النقض مرة أخرى إذا أعيدت مسألة العضوية الفلسطينية إلى مجلس الأمن للتصويت مرة أخرى.
وقال المتحدث باسم البعثة، ناثان إيفانز، إن الجهود المبذولة لدفع هذا القرار لا تغير حقيقة أن السلطة الفلسطينية لا تفي حاليًا بمعايير عضوية الأمم المتحدة بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
ووفق الصحيفة فإن مشروع القرار لا يغير وضع الفلسطينيين باعتبارهم "بعثة مراقبين من دولة غير عضو"، وبموجب القرار، سيكون للبعثة الفلسطينية الحق في الجلوس في الجمعية العامة بين الدول الأخرى حسب الترتيب الأبجدي، بدلًا من مقعدها الحالي كمراقب، كذلك سيكون للدبلوماسيين الفلسطينيين الحق في تقديم المقترحات والتعديلات، ويمكن انتخابهم لمناصب رسمية في المجلس بكامل هيئته وفي اللجان، وسيكون لهم الحق في التحدث عن شئون الشرق الأوسط، فضلًا عن الحق في الإدلاء ببيانات نيابة عن مجموعات الدول في الجمعية.
لكن القرار يوضح أيضًا أن دولة فلسطين، بصفتها دولة مراقبة، لا يحق لها التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جهته، قال ريتشارد جوان، مدير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، إنه في جوهر الأمر، يمنح الفلسطينيون أجواء ومزايا عضو في الأمم المتحدة، ولكن من دون السمات الأساسية لعضو حقيقي، وهي قوة التصويت وحق الترشح لعضوية مجلس الأمن غير الدائمة.
ماذا يعني تصويت الأمم المتحدة بشأن عضوية فلسطين
ونوهت "الجارديان" إلى أنه تمت صياغة قرار الجمعية العامة بحيث لا يرقى إلى المعيار المحدد في قانون أمريكي صدر عام 1990 يحظر تمويل الأمم المتحدة أو أي وكالة تابعة للأمم المتحدة "تمنح منظمة التحرير الفلسطينية نفس مكانة الدول الأعضاء".
وعلى الرغم من صياغة القرار التي توضح أن فلسطين لن يكون لها حق التصويت، فقد دعت إسرائيل الولايات المتحدة إلى قطع التمويل عن الأمم المتحدة، وأعلنت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أنهم سيقدمون تشريعًا لتنفيذ هذا الأمر.