بين تصريحات حماس وتصعيد الاحتلال.. ما مصير المسار التفاوضى؟
تأزمت المفاوضات بين قادة حماس والجانب الإسرائيلي عقب انتهائها دون جدوى أمس الخميس وهو الأمر الذي بات غير واضح للمعالم.. وفي السطور التالية تستعرض "الدستور" مصير المفاوضات بين حماس وإسرائيل خلال الفترة المقبلة، وكذلك الدور الذي تقوم به مصر في القضية الفلسطينية.
قالت نرمين سعيد الباحثة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه العودة إلى المفاوضات تتطلب وقت ومزيد من الجهود من ناحية الوسطاء، ومزيد من الضغوط من ناحية الولايات المتحدة.
وأوضحت "نرمين" خلال مداخلة هاتفية لها:"كل الإشارات التي وصلت من إسرائيل حول المفاوضات بعد اعتداء الهجوم الذي شنته حركة حماس على نقاط عسكرية قرب معبر كرم أبو سالم، كانت سلبية حول المفاوضات وكان الوفد الإسرائيلي دائما يُصر على أن النقاط لم تتم حلحلتها وأنها لا تزال عالقة حتى مغادرته القاهرة أمس الخميس وبالتالي أعتقد أن الأمر يتطلب مسارين، جهدا مضاعفا، من الوسطاء، وضغوطا من الولايات المتحدة الأمريكية".
وتابعت: "المتابع للتصريحات التي تخرج من الجانب الأمريكي سواء من وزارة الخارجية أو البيت الأبيض أو البنتاجون لا يستطيع أن يرسم موقفا للجانب الأمريكي، لأنه في بعض الأحيان نتصور أن الموقف الأمريكي بشأن اتخاذ موقف رادع من إسرائيل تجاه وقفت شحنات الأسلحة هو موقف حقيقي نابع من رغبة أمريكا في عدم شن إسرائيل لعملية عسكرية في رفح، واليوم فوجئنا بأنه صدرت تصريحات أشارت إلى أن البيت الأبيض لم يتخذ قرارا بشأن تعليق شحنة الأسلحة من عدمها".
من جانبه قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق، إن الدولة تدرك طبيعة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية وتستطيع أن تفرق بوضوح بين ما هو استراتيجي وما هو تكتيكي.
وأضاف حسين: "هناك علاقة عضوية وحيوية وتكاد تكون وظيفية أيضًا بين أمريكا وإسرائيل بالدرجة التي تجعل البعض يقول إن إسرائيل هي الولاية الأمريكية رقم 52 ضمن الولايات المتحدة الأمريكية".
وتابع: "هناك أيضا خلافات تكتيكية بين إدارة الرئيس جو بايدن وبين الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ومن المهم جدًا التفرقة بين المستويين"، موضحًا أن الرئيس الأمريكي سبق واتخذ قرارا بتجميد شحنة واحدة من الأسلحة يوم الأربعاء الماضي لكن في نفس الوقت قال إنه أوعز لفريق إدارته بأن يبذلوا كل الجهد لدعم إسرائيل في إلحاق الضرر بالمقاومة الفلسطينية".
واستكمل: "الولايات المتحدة لديها التزام كامل وعضوي بأمن إسرائيل ولديها أيضا مصالح مع دول في المنطقة على رأسها مصر والسعودية والأردن ودول الخليج، الأمر الذي يجعلها توازن بين هذا الأمر ولديها خشية بأن ينفجر الوضع في المنطقة بالصورة التي يريدها بنيامين نتنياهو فتخسر الولايات المتحدة خسارة استراتيجية".
وأضاف: "من وجهة نظر الولايات المتحدة أن تفجر الوضع في المنطقة يكون في صالح روسيا والصين، وهو ما يشكل خطرًا على المصالح الأمريكية في المنطقة"، لافتًا إلى أن مصر نقلت للولايات المتحدة بأكثر من طريقة المخاوف المتعلقة بتفجر الوضع في المنطقة، بأن استمرار الدعم غير المحدود من قِبل أمريكا لإسرائيل من شأنه أن يؤثر على الاستقرار بالمنطقة، ويؤثر على المصالح الأمريكية نفسها.
واختتم عماد الدين حديثه قائلًا: "أعتقد أن أحد المكونات الأساسية في التغير الأمريكي الأخير يرجع في الأساس إلى العلاقة المصرية الأمريكية والضغط المصري على الولايات المتحدة وحرص الولايات المتحدة على علاقاتها بمصر لما لها من علاقات طويلة في المجال".