كيف وقع لويس التاسع أسيرًا في أيدي أهالي دمياط؟
كانت البداية عندما أعلن القديس لويس وهو أسم الشهرة للملك لويس التاسع ملك فرنسا، بأنه سيقود حملة صليبية هائلة لاستعادة شرف الصليبين الذين فقدوا في المنصورة، مؤكدًا أنه سيحقق أهدافه بالكامل في السيطرة على مصر.
وتجمعت قوات الحملة في قبرص في ربيع سنة 1248 بقيادة الملك لويس وبعض الأمراء الإقطاعيين الفرنسيين والإنجليز، وتوجهت الحملة المكونة من حوالي خمسين ألف مقاتل نحو السواحل المصرية حيث ألقت مراسيها خارج دمياط.
ووصل الملك الصالح أيوب بدمشق إلى مصر عندما وصلت الحملة إلى دمياط، لكنه توفي في طريق عودته، وقادت زوجته شجر الدر حركة المقاومة ووافقت على خطة وضعها الظاهر بيبرس البندقداري، حيث أخفى القوات المصرية داخل المنصورة وأمر بمنع التجول وأخذ المنصوريين يبقون في منازلهم.
خبر سقوط دمياط
وتمكن الصليبيين من إسقاط دمياط، ووقع هذا الخبر كالصاعقة على المصريين، وواصلوا الزحف نحو المنصورة، على أمل إسقاطها، خصوصًا بعد وفاة الملك الصالح سلطان مصر.
وتولى المماليك السيطرة على الحكم بقيادة فارس الدين أقطاي، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري، وكانت هذه هي بداية ظهور المماليك كقادة عسكريين داخل مصر، وتم استدراج القوات الصليبية إلى داخل مدينة المنصورة.
وتحرك الملك لويس التاسع ملك فرنسا ودخل إلى دمياط عن طريق البوغاز البحرى وسيطر على برج السلسلة بعد قتل الحاميه من جنود الأيوبيين ثم بعد ذلك توغل عبر نهر النيل وعسكر جنوده فى جديلة قرب المنصورة، ثم بعد ذلك اصطدم بجيش الأيوبين وانهزم على يد المملوك بيبيرس البندقدارى أحد قادة جيش نجم الدين أيوب آخر ملوك الدوله الأيوبية فى مصر، والذى كان قد توفى اثناء المعركة وأخفت شجر الدر زوجته خبر وفاته حتى لا تهبط الروح المعنوية للجنود.
وعادت قوات الصليبين إلى دمياط وأثناء طريق العودة مرض الملك لويس فتوقف عند قريه ميت الخولى عبدالله حاليا، وهنا هجم عليه الفلاحين والبسطاء وحاصروا جيش الفرنجة بالشوم والعصا فخاف عليه جنوده واستسلموا، وتم حصار الملك ووقع فى الأسر حتى سلمه أهالى ميت الخولى لجيش المسلمين بقيادة توران شاه بن نجم الدين أيوب.
دفع الفدية وجلاء الاحتلال
وتم جلاء لويس التاسع عن دمياط بعد دفع فديه من الدنانير الذهبية ثم بعد ذلك قام بحمله اخرى على الشرق ولكن غير وجهته إلى تونس وتوفى هناك بعد أن اشتد عليه المرض.