شريف شعبان: مصر تدافع عن فلسطين كقضية قومية مصيرية.. وضد سياسة التهجير
أدان الدكتور شريف شعبان الروائي والباحث الأثري، التصعيد الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية، أن ما يحدث هو "إجرام ضد المدنيين العزل وكذب مستمر بادعاء معاداة السامية".
وقال شعبان، في تصريحات لـ الدستور: لم أعد أتعجب من الإجرام الذي تمارسه سلطة الكيان الإسرائيلي على الأبرياء من اقتحام تجمعات مدنية وقصفها بأبشع الطرق وسلب أراض وكبت حريات وغيرها من الأعمال التي لا يقدم عليها سوى المجرمين وقطاع الطرق.
شريف شعبان يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية
وأضاف: لا يقف هذا الإجرام عند العمليات العسكرية ضد المدنيين العزل فقط، بل الإجرام الحقيقي هو المغالطات التاريخية والكذب المستمر الذي تطلقه الأبواق الإعلامية والسياسية من الكيان بادعاء معاداة السامية واتخاذها ذريعة قبيحة لتبرير القتل والتشريد.
وعن التصعيد الأخير عند مدينة رفح الفلسطينية، أكد شعبان أنه قد أصبح فوق الاحتمال، خاصة أنه بات تهديدًا مباشرًا لضمير البشرية كلها وليس لأطراف الصراع في الشرق الأوسط فحسب، مضيفًا: حياة الملايين من الفلسطينيين أصبحت على المحك، كما يكشف هذا التصعيد رفض حكومة الكيان الاسرائيلي لأي خطوة هدنة أو تهدئة في المنطقة وميله الدائم إلى الحرب والدم لا السلم والسلام.
قوة وصلابة الموقف المصري في دعم القضية الفلسطينية
ولفت الباحث الأثري والتاريخي، إلأى أنه ما أن يتطرق إلى مسامعه مدينة "رفح" يتذكر تلك البقعة الاستراتيجية المهمة التي تعد أحد أبواب مصر الشرقية، قائلًا: أتذكر المعركة المصيرية التي حملت اسم المدينة عام 217 ق.م والتي انتصر فيها الجيش المصري إبان العصر البطلمي انتصارًا كبيرًا غيّر من مجرى التاريخ القديم وأثبت للعالم كله قوة العسكرية المصرية عبر العصور.
وعن الموقف المصري تجاه القطية الفلسطينية، أكد شعبان: أجد أنه يعيد التاريخ نفسه في قوة وصلابة الموقف المصري المعاصر، حيث دافعت مصر مرارًا عن القضية الفلسطينية وتبنتها كقضية قومية مصيرية، فمنعت سياسة التهجير القصري الذي تقوم به سلطات الكيان ضد المدنيين الفلسطينيين، وحملت لواء الدفاع عنهم في مختلف المحافل الدولية، بالإضافة إلى وقوفها في الصف الأول للدول التي تقدم مختلف المساعدات للنازحين من أهل غزة من غذاء ودواء واستضافة للعلاج في المستشفيات المصرية.
واختتم شعبان حديثه للدستور: مثلما لم تتوان الدولة المصرية في الدفاع عن القضية الفلسطينية طوال العقود الماضية وخاصة منذ اندلاع الحرب في غزة، أعرف أن الدولة لن تتأخر في الدفاع عن حدودها المقدسة واتخاذ اجراءات عاجلة حيال هذا التصعيد الأخير، خاصة في ضوء بيان وزارة الخارجية المصرية والذي وضع العالم كله أمام مسئوليته، كاشفًا قبح سياسة الكيان الإسرائيلي ورافضًا الصمت الرسمي الدولي تجاه الأحداث الأخيرة في رفح.
الخارجية المصرية تدين العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية
وأدانت مصر، اليوم بأشد العبارات، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطينى من معبر رفح.
واعتبرت مصر أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطينى يعتمدون اعتمادًا أساسيًا على هذا المعبر، باعتباره شريان الحياة الرئيسى لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين فى غزة.
كما دعت مصر الجانب الإسرائيلى إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة، للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة، وطالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
