صلاح وهبة: مصر قدمت جميع أوجه الدعم لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
قال صلاح وهبة، باحث أول بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه يأتي مقال وول ستريت جورنال في إطار المزاعم وازدواجية معايير تعامل المؤسسات الإعلامية الأمريكية مع تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر الماضي، وفي ظل تصاعد حدة المظاهرات الطلابية داخل عدد من الجامعات الأمريكية المنددة بطريقة التعاطي الأمريكي مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والدعم غير المحدود للإدارة الإسرائيلية على المستويين السياسي والعسكري، بالإضافة إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل والولايات المتحدة لوقف الحرب المستعرة منذ شهور، وتعمدت الصحيفة في مقالها تجاهل مختلف الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في قطاع غزة التي تتعارض مع القانون الدولي وترتقي في معظمها إلى مستوى جرائم الحرب.
وأضاف وهبة، لـ الدستور، تشير وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع منذ الأيام الأولى للحرب إلى سعي إسرائيل إلى تحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة مرة أخرى، إذ استهدفت كل البنى والمرافق التحتية، والأماكن الصناعية والتجارية، وتدمير أحياء ومربعات سكنية بكاملها، وخروج غالبية منشآت القطاع الصحي عن الخدمة، فضلًا عن فرض الحصار الكامل وقطع إمدادات المياه والكهرباء عن القطاع الذي يضم قرابة 2.3 مليون نسمة منهم 1.06 مليون طفل دون سن الثامنة عشرة يشكلون ما نسبة 47% من سكان القطاع، وهو ما يجعله من أكثر الأماكن ارتفاعًا في الكثافة السكانية على مستوى العالم.
وتابع، كذلك أغفلت الصحيفة الجهود المصرية الحثيثة منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب على مختلف المستويات من منطلق دورها التاريخي في القضية الفلسطينية منذ عقود، فعلى المستوى السياسي لم تدخر القاهرة جهدًا لاحتواء الأزمة وسلكت كل المسارات لحل الأزمة بداية من تنظيم قمة القاهرة للسلام بحضور عدد من الدول الإقليمية والعربية والأجنبية والمؤسسات الدولية، مرورًا بالاتصالات الهاتفية واللقاءات بين السيد الرئيس وقادة وزعماء العالم لاحتواء الأزمة، والمواقف الدبلوماسية المصرية في مختلف المحافل الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة لدعم الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، وصولًا إلى الجهود المصرية للوساطة والتوصل إلى هدنة إنسانية ووقف دائم لإطلاق النار بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية.
العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
وأشار إلى أنه على مستوى الجانب الإنساني، فقدمت مصر كل أوجه الدعم لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية هى الأعنف وكانت على رأس قائمة الدول التي قدمت مساعدات إنسانية وإغاثية للقطاع، واستمر العمل في معبر رفح على مدار الساعة ولم تقم بإغلاقه على الرغم من الأوضاع الأمنية المتدهورة في الجانب الفلسطيني، وقامت بكشف التعنت الإسرائيلي في عملية إدخال المساعدات الإنسانية وطالبت المجتمع الدولي بالقيام بمسئولياته تجاه إنفاذ المساعدات وزيادة وتيرتها إلى القطاع، وتنظيم عدد من الزيارات الدولية والأممية إلى معبر رفح البري لتوضيح كم الجهود المصرية المبذولة في هذا الشأن وما يقابلها من تعنت إسرائيلي.
وأوضح وهبة، أنه غاب عن الصحيفة أن القاهرة أكدت منذ اللحظة الأولى وقوفها حائط صد أمام المخططات الإسرائيلية الواضحة لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان القطاع إلى خارجه وهو ما أثبتته الشهور الماضية والتحركات الإسرائيلية، وكان بمثابة خط أحمر مصري لم ولن تسمح بتجاوزه، ومن ثم نجحت الجهود المصرية في حشد رأي عام دولي رافض لمخططات التهجير وداعمًا للموقف المصري، وكان من الأجدر بالصحيفة أن تطالب الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي بإنجاح الجهود الرامية إلى وقف الحرب في القطاع، وتحويل التصريحات الأمريكية والأوروبية حول ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية، ما يضمن إنهاء الصراع وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة إلى خطوات تنفيذية على أرض الواقع.