ليس هذا ما وافقنا عليه.. لماذا تراجعت إسرائيل عن الصفقة بعد قبول حماس؟
أعلنت حركة حماس أمس الإثنين عن قبول المقترح بوقف إطلاق النار، فيما خرج الغزيون للاحتفال في الشوارع، لكن إسرائيل أعلنت عن أن المقترح الذي وافقت عليه حماس هو صيغة معدلة للمقترح المصري الذي تم طرحه قبل أسابيع، وأنه ببساطة ليس هو المقترح الذي وافقت عليه في البداية.. وهو ما يعني المزيد من المفاوضات حول الصيغة المعدل، في الوقت الذي يبذل فيه الوسطاء مصر والولايات المتحدة وقطر جهدًا كبيرًا للتوصل إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت.
يختلف المقترح الذي وافقت عليه حماس عن الاقتراح الذي قدمته مصر، ففي الصيغة المعدلة لا تملك إسرائيل حق النقض على هوية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، وبينما تطلق حماس سراح 33 رهينة "أحياء"أو قتلى" - و18 فقط إذا لم توافق إسرائيل على إنهاء الحرب.. وهو ما يعني عودة الفجوات بين مطالب إسرائيل وحماس مرة أخرى.
نقاط الخلاف
حسب تقرير لموقع صحيفة يديعوت أحرونوت فإن حماس قالت “نعم”، ولكن ليس للعرض الذي عرض عليها في وقت سابق، الذي وافقت عليه إسرائيل، وقد رفض المسئولون الأمريكيون ادعاءات حماس بأنها "وافقت" على اقتراح وقف إطلاق النار المقدم إليها، ووفقًا لهم فقد ردت الحركة فعليًا بإجابة مضادة على المقترح تتضمن تغييرات، وقالت المصادر لشبكة CNN إن العرض المضاد سيتطلب استمرار المفاوضات. وأشاروا إلى أن حماس أجرت "تعديلات" على اقتراح سابق.
حماس تطالب في مقترحها الجديد بإلغاء حق النقض عن الأسرى المحكومين بأحكام طويلة، ولكن في الاقتراح المصري، يتمتع الطرفان بحق النقض، وبالتالي تستطيع إسرائيل أن تمنع إطلاق سراح أسرى مهمين مثل مروان البرغوثي.
وهناك قسم آخر مثير للإشكال يتعلق برفض حماس إطلاق سراح المختطفين الأحياء فقط في المقام الأول. وأعلنت حماس أنها مستعدة للإفراج عن 33 رهينة "أحياء أو أموات". في الواقع، ينص الاقتراح على أن حماس لن تطلق سراح سوى 18 رهينة إذا لم توافق على إنهاء الحرب، والخمسة عشر الآخرين فقط إذا وافقت على ذلك.
وفي هذا الاقتراح، ترفض حماس إبعاد كبار مسئوليها عن غزة. وأعداد الأسرى مختلفة أيضًا: فحماس تطالب بـ30 أسيرًا بدلًا من 20 لكل رهينة، و50 بدلًا من 40 لكل جندية، ويتضمن الاقتراح الذي وافقت عليه حماس 42 يوما في كل مرحلة، مقابل 40 يوما في الاقتراح السابق.
وحسب الصيغة المعدلة، فإنه اعتبارًا من اليوم الثالث سينسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل من شارع رشيد شرقًا إلى شارع صلاح الدين (بعد إطلاق سراح الرهائن الثلاثة الأوائل)، مقارنة بالانسحاب بعد سبعة أيام في الاقتراح السابق (بعد إطلاق سراح الرهائن الثلاثة الأوائل).
وتنص الصيغة المعدلة، على أن تقوم حماس بإطلاق سراح ثلاثة مختطفين أسبوعيا، مقارنة بالإفراج عن ثلاثة مختطفين كل ثلاثة أيام في الاقتراح السابق. وهناك بند آخر لم يتضمنه الاقتراح السابق وهو أنه في اليوم الثاني والعشرين من المرحلة الأولى، ستقوم إسرائيل "بإطلاق سراح جميع أسرى صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم".
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاقتراح الذي قالت حماس "نعم" يتضمن أيضًا منح الإذن لما لا يقل عن 50 عنصرًا من حماس بالمرور عبر معبر رفح منذ اليوم الأول لتلقي العلاج الطبي، بدلًا من "العدد المتفق عليه" من النشطاء الجرحى الذين سيسمح لهم لتمريرها بعد اليوم الرابع عشر من الاتفاقية.
السلام المستدام
هناك تغيير مهم آخر يتعلق بالمرحلة الثانية من الصفقة، وهي مسألة إنهاء الحرب. وفي الاتفاق السابق كانت الصيغة كالتالي: "استكمال الاتفاق بشأن الترتيبات المطلوبة لاستعادة السلام المستدام"، لكن في الصيغة المعدلة: "إعلان السلام المستدام (وقف العمليات العسكرية والأعمال العدائية) ودخوله حيز التنفيذ حتى قبل تبادل الأسرى".
فيما أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الطرفين سيتصادمان على الأرجح حول معنى هذا المصطلح. حماس ترى في مصطلح "السلام المستدام" نهاية للحرب عندما توقف إسرائيل عملياتها العسكرية وتنسحب من غزة. وقال مصدر آخر لـ“تايمز” إن الطرفين اتفقا على هذا المصطلح قبل بضعة أسابيع، مع اعتراض إسرائيل على أي إشارة إلى "وقف دائم لإطلاق النار". وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من الصفقة، تضمن الاقتراح الجديد بندا لم يكن موجودا في الاقتراح السابق: “الإنهاء الكامل للحصار على قطاع غزة”.
وقال مصدران نقلا عن تقرير لشبكة سي إن إن إن الوسطاء أجروا في الأيام الأخيرة تغييرات على الاقتراح الذي ردت عليه حماس الآن، ووفقا للمصادر، كان الهدف هو إيجاد طرق للتغلب على العقبات أمام إسرائيل. وواصل رئيس وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، الذي وصل إلى القاهرة الأسبوع الماضي، من هناك إلى الدوحة، ووفقا للتقرير، عمل مع القطريين على تغيير صياغة الاقتراح بحيث يكون، من وجهة نظر إسرائيل، يشكل أساسًا مقبولًا للمفاوضات. وذكرت المصادر أن حماس استجابت بالفعل لنفس الاقتراح المعدل.