اليوم.: البابا تواضروس الثانى يترأس قداس عيد القيامة
يترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، مساء السبت 4 مايو قداس عيد القيامة المجيد 2024 بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بمشاركة واسعة من كبار رجال الدولة والنواب.
وقال القمص يوحنا نصيف في دراسة له عن تحديد موعد عيد القيامة، إن هذا له حساب فلكي طويل، يُسمَّى حساب "الإبقطي EPACTE”، وهي كلمة معناها: "عُمر القمر في بداية شهر توت القبطي من كل عام".
وأضاف: تم وضع هذا الحساب في القرن الثالث الميلادي، بواسطة الفلكي المصري "بطليموس الفرماوي" في عهد البابا ديمتريوس الكرّام البطريرك رقم 12 بين عامي 189م - 232 وقد نُسِبَ هذا الحساب للأب البطريرك، فدُعِيَ "حساب الكرمة".
وتابع: “وهذا الحساب يحدِّد موعد الاحتفال بعيد القيامة المسيحي بحيث يكون موحَّدًا في جميع أنحاء العالم. وبالفِعل وافق على العمل به جميع أساقفة روما وأنطاكية وأورشليم في ذلك الوقت، بناء على ما كتبه لهم البابا ديمتريوس الكرَّام في هذا الشأن. ولمّا عُقد مجمع نيقية عام325م أقرّ هذا الترتيب، والتزمت به جميع الكنائس المسيحيّة حتى عام 1582”.
واستكمل: “إن هذا الحساب يراعي أن يكون الاحتفال بعيد القيامة موافقًا للشروط أن يكون يوم أحد لأن قيامة السيد المسيح كانت فِعلًا يوم أحد، وأن يأتي بعد الاعتدال الربيعي، مع ملاحظة التغيير الذي حدث في التقويم الميلادي بمقدار 13 يومًا فصار الاعتدال الربيعي يوافق 3 أبريل بدلًا من 21 مارس، مثل عيد الميلاد الذي تحرّك من 25 ديسمبر إلى 7 يناير”
وأوضح: “أن يكون بعد فصح اليهود لأن القيامة جاءت بعد الفصح اليهودي وحيث أن الفصح يكون في يوم 14 من الشهر العبري الأول من السنة العبريّة (القمريّة).. فلا بد أن يأتي الاحتفال بعيد القيامة بعد اكتمال القمر في النصف الثاني من الشهر العبري القمري".
وأكد أنه أيضا لأن الفصح اليهودي مرتبط بالحصاد، عملًا بقول الرب لموسى (لا4:23-12)، والحصاد عند اليهود دائمًا يقع بين شهرَي أبريل ومايو (وهي شهور شمسيّة).. لذلك كان المطلوب تأليف دورة، هي مزيج من الدورة الشمسة والدورة القمريّة، ليقع عيد القيامة بين شهري أبريل ومايو.. فلا يقع قبل الأسبوع الأول من شهر أبريل أو يتأخّر عن الأسبوع الأول من شهر مايو.
ولفت: “ولكن الحساب في مُجمله هو عبارة عن دورة تتكوَّن من تسعة عشر عامًا، وتتكرَّر.. وعلى أساس هذا الحساب لا يأتي عيد القيامة قبل 4 أبريل ولا بعد 8 مايو.. ثمّ يأتي عيد شمّ النسيم تاليًا له”.
واستكمل: “وقد استمر موعد الاحتفال بعيد القيامة موحَّدًا عند جميع الطوائف المسيحية في العالم، طبقًا لهذا الحساب القبطي، حتى عام 1582م حين أدخل البابا غريغوريوس الثالث عشر، بابا روما، تعديلًا على هذا الترتيب، بمقتضاه صار عيد القيامة عند الكنائس الغربية يقع بعد اكتمال البدر الذي يلي الاعتدال الربيعي مباشرة، بغض النظر عن الفصح اليهودي [مع أن قيامة المسيح جاءت عقب فصح اليهود حسب ما جاء في الأناجيل الأربعة] فمن ثم أصبح عيد القيامة عند الغربيين يأتي أحيانًا في نفس اليوم احتفال الشرقيين به، وأحيانًا أخرى يأتي مبكرًا عنه [من إسبوع واحد إلى خمسة أسابيع على أقصى تقدير] ولا يأتي أبدًا متأخِّرًا عن احتفال الشرقيين بالعيد”.
واختتم أنه جدير بالذكر أن البروتستانت لم يعجبهم التعديل الكاثوليكي على موعد الاحتفال بعيد القيامة، وظلوا يعيدون طبقًا لتقويم الإبقطي الشرقي حتى عام 1775م، ولكن مع ازدياد النفوذ الغربي اضطروا لترك التقويم الأصيل وموافقة التقويم الغريغوري.
إذن فالغرض من حساب الإبقطي هو تحديد يوم عيد القيامة تبعًا للفصح اليهودي، وعليه يمكن تحديد الأعياد التالية له.