في ليلة عيد القيامة..موقف الكنيسة من زيارة القبور
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم بأحد أهم وأكبر المناسبات الدينية في المسيحية، وهو احتفال ليلة عيد القيامة المجيد، في ذكرى قيامة المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث، بحسب الأساس العقيدي والإيماني الوراد بين طيات البشائر الإنجيلية الأربعة، والذي بُنيت عليه كافة الكنائس العالمية سواء كانت الأرثوذكسية أو الكاثوليكية أو البروتستانتية أو الأنجليكانية أو الرومية.
وعن موقف الكنيسة من زيارة القبور في ليلة العيد، قال الأب فيلبس ماهر، مدرس الطقوس الكنسية، إن الكنيسة لا تحرم ولا تجرم الأمر، لأن الكنيسة اعتادت على مشاركة الشعب أحزانهم عملا بقول الإنجيل "فَرَحًا مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ"، إلا أنها لا ترعى هذه العادة ولا تطلق أفواجا إلى القبور في ليلة العيد، وتكتفي بذكر أسماء المتوفين فقط في قداس التراحيم الذي يتمم في صباح ليلة العيد والذي يعرف كنسيا بقداس برامون العيد.
وقال القديس الأرشيذياكون حبيب جرجس في كتاب عزاء المؤمنين، إنه من عوائد الأمم قديمًا وحديثًا إكرام الأحباء بعد الموت، وكان الشرقيون القدماء يبدون إكرامًا مقدسًا لموتاهم ويقدمون وقارًا واحترامًا لقبورهم واعتبروا إهمال أمور الدفن من أكبر المصائب التي يكرهونها لأعزائهم ويتمنوها لأعدائهم، ولا يزال جميع البشر حتى الآن يبدون الإكرام للمدافن التي تضم رفات أعزائهم ويعتنون كثيرًا ببنائها وتزيينها لأنهم يعتبرونها المكان الذي يضم عظامهم بعد انتهاء الحياة، وكل ذلك دليل على محبة البشر لأعزائهم وعدم نسيانهم بعد الموت. لأن المحبة لا تقف عند حد الموت بل لا يزال كل منا يذكر مَنْ كان يحبه وفارقه في هذه الدنيا، وفي الحقيقة أن المدافن التي رقد فيها أحباؤنا لا تزال محبوبة لدينا، وكلما وقفنا أمامها تذكرنا عِشرة وصداقة الذين عاشوا معنا وأخيرا أصبحوا سكان تلك اللحود، والذهاب إلى القبور أحيانًا لذكرى أحبائنا لا يُعْدَ من الأمور المستهجنة بل بالعكس فإننا بتلك الزيارة يمكننا أن نستفيد غير ذِكر أعزائنا أمورًا كثيرة.
الجدير بالذكر أن احتفالات الكنيسة بعيد القيامة المجيد تتمثل في القداس الإلهي، الذي يرأسه قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكُبرى بالعباسية.