الكنيسة المارونية تحتفل بعيد القديس يعقوب الرسول
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار يعقوب بن زبدى الرسول، وهو أخو يوحنَّا الرسول كاتب الإنجيل الرابع. من بيت صيدا الجليل وطن بطرس وأندراوس. تبع يسوع منذ بداية رسالته. كان صيّاد سمكٍ فأضحى صيّاد بشر.
دعاه يسوع مع أخيه يوحنّا ابني الرعد. كان من الرسل الاثني عشر ومن الثلاثة المقرّبين إلى يسوع. بشّر في اليهوديّة والسامرة وسورية. ويُقال إنّه بشّر في إسبانية أيضًا.
بينما كان يبشّر بالمسيح هجم عليه أحد اليهود وشدّ عنقه بحبل وقاده إلى هيرودس أغريبّا. وفي الطريق، إلتقى برجلٍ مخلَّع فشفاه. فآمن اليهوديّ وسجد أمامه مستغفرًا. هاج اليهود عليه فخاف هيرودس الملك من فتنة. فأمر بضرب عنقه. فنال مع اليهوديّ المرتدّ إكليل الشهادة سنة 44م.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "وأَمَّا الجُلوسُ عن يَميني أَو شِمالي، فلَيسَ لي أَن أَمنَحَه، وإِنَّما هُوَ لِلَّذينَ أُعِدَّ لهم". يمكننا هنا أن نطرحَ سؤالين في هذا الصّدد: أوّلًا، هل من مكان في السماء معدّ لأحد عن يمين المخلِّص؟ ثانيًا، هل الربّ، وهو سيّد كلّ الأشياء، قادر على منح هذا المكان للّذين أُعِدَّ لهم؟
سأجيبُ على السؤال الأوّل، بأنّ أحدًا ليس جالسًا في السَّماء، سواء عن يمين أو عن شمال الرّب يسوع المسيح، لأنّه لا يمكن لأيّ مخلوق أن يصل إلى عرشه؛ إذًا، كيف يمكن شرح هذا الكلام: "الجلوسُ عن يَميني أو شِمالي، فلَيسَ لي أن أمنَحَه"، كما لو أنّه على أحد أن يحتلّ هذه الأمكنة؟ هنا، أجابَ ربّنا على فكرة أولئك الذين طرحوا عليه هذا السؤال، وتعاطفَ مع الشعور الذي أملى عليهم تلك الفكرة. لم يكنْ التلاميذ يعرفون هذا العرش المُرتفع، هذا المكان عن يمين الآب؛ لم يطلبوا سوى شيء واحد: السلطة بحدّ ذاتها والتفوّق على باقي الرسل. لقد سمعوا من فم المخلِّص بأنّ الرسل سيجلسون على المقاعد الاثني عشر؛ لكنّهم لم يفهموا معنى هذا الوعد، وما أرادوه كان التفوّق على باقي الناس.
أمّا بالنسبة إلى السؤال الثاني، فإنّني أُجيبُ بأنّ هذا العمل العظيم لا يفوق أبدًا قدرة ابن الله. فإنّ الكلام الذي قالَه القدّيس متّى: "بل هو لِلَّذِينَ أَعدَّه لَهم أَبي" يعني: "للّذين أعدَدْتُه لهم". لذا، اكتفى القدّيس مرقس بقول هذا الكلام: "وإنّما هو للّذين أُعِدَّ لهم". فهذا هو معنى الكلام الذي جاءَ على لسان المخلِّص: ستبذلونَ حياتَكم من أجلي، لكن هذا لا يكفي للحصول على الأماكن الأماميّة. فإذا جاءَ شهيد آخر مثلكم وكان حصاد الفضائل لديه أوفر من حصادكم، فهو سيحصل على مكافآت أكبر بكثير. وبالتالي، تُخصَّص الأماكن الأماميّة للّذين تُخوِّلهم أعمالهم لاحتلال الصفّ الأمامي. بهذه الإجابة، لم يُرِدْ الربّ أن يُحزنَهم، بل أن يُعلّمَهم كيفيّة الكفّ عن كلّ هذه الأسئلة التافهة وغير المفيدة بشأن التفوّق على الآخرين.