"أخطاء حسابية أولية كانت ستؤدي لغرق مصر".. رحلة حفر قناة السويس
كغيرها من الأفكار النيرة، ظلت فكرة حفر قناة السويس حبيسة التجارب والمحاولات وربما الحسابات الخاطئة، منذ أيام الحملة الفرنسية وحتى محمد سعيد باشا، وكل هذا لم يجعل الفكرة تخمد أو تنطفئ، فإن الأفكار لا تموت مع مرور الوقت.
وفي التقرير التالي، نستعرض رحلة حفر قناة السويس من الحملة الفرنسية لعهد محمد سعيد باشا:
رحلة حفر قناة السويس من الحملة الفرنسية حتى “ديليسبس”
راودت فكرة الربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، عبر السنوات كل الممالك والإمبراطوريات سواء التي كانت في مصر أو ذات النفوذ، لإدراكهم أهمية المجرى الملاحي الذي يوفر الوقت والمال للربط بين الثلاث قارات مقارنة بباقي الطرق الصحراوية منها أو البحرية وعندما جاءت الحملة الفرنسية التي أدركت أن السيطرة على مصر وإنشاء القناة سيكون مفتاحها للسيطرة على العالم.
ووفقًا لمتحف السويس القومي، كانت هناك أخطاء حسابية لمهندسي الحملة الفرنسية، أفادت بأن مستوى البحر الأحمر أعلى من مستوى البحر الأبيض وأن حفر القناة سيتسبب في غرق مصر، مما أدى إلى توقف الفكرة ورحيل جيش بونابرت عن القاهرة.
حفر قناة السويس بعهد محمد سعيد باشا
لكن هذه الفكرة ظلت في رؤوس المهندسين الفرنسيين، فقامت مجموعة منهم بإدراك أخطاء مهندسي الحملة وعادوا بالفكرة مرة أخرى في عهد محمد علي والذي رحب بالأمر ولكن بشروطه الخاصة وهي إبرام معاهدة دولية بين القوى الكبرى لحفظ حرية العبور في القناة لكل السفن وأن تكون القناة تحت السيطرة المصرية، ولكن رفضت فرنسا وإنجلترا ذلك.
ومع تولي محمد سعيد باشا حكم مصر، انتبه فريدناند ديليسبس إلى فكرة حفر قناة السويس، وعرض المشروع على محمد سعيد باشا، ليوافق في النهاية، ويمنح حق امتياز المشروع لـ ديليسبس لمدة 99 عامًا، لتبدأ أولى خطوات إقامة قناة السويس الحالية.
ويعد شق قناة السويس قديمًا تحديًا كبيرًا نجح المصريون في إنجازه ليستفيد منه العالم أجمع، وذلك بفضل العلوم الهندسية التي أسهمت في تنفيذ مشروع ضخم ساهم في التنمية الاقتصادية لمصر.