السيسي يدعو للعمل التكنولوجي.. كتّاب المحتوى يجنون أرباحًا عبر الإنترنت
افتتح الرئيس السيسي، أمس، مركز البيانات والحوسبة السحابية وخلاله تحدث عن فرص العمل المتاحة والكبيرة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأن العمل في كثير من مجالات هذا القطاع يحقق عائد مادي كبير، داعيًا المصريين للاهتمام بتلك المجالات، وأن على الأبناء تعلم التطور التكنولوجي وعدم الالتزام بالمجالات التقليدية.
وفي ظل حديث السيسي عن العمل في مجالات التطور التكنولوجي، نرى أن العمل في مجالات البرمجة والتطور التكنولوجي ليس هو المجال الوحيد الذي يجني صاحبه عائدًا ماديًا من خلال العمل عبر الإنترنت، إنما هناك مجالات أخرى تحقق العائد المادي المناسب، لكن بعد اكتساب عدد من الخبرات وتطوير المهارات الشخصية، ومنها كتّاب المحتوى، وهو ما تحدثنا عنه معهم خلال السطور التالية.
منال: العمل الأونلاين صعب نفسيًا
البداية كانت منال محمود، 29 عامًا، صحفية وكاتبة محتوى، والتي ترى أن هناك عدد من المجالات التي تحقق عائد مادي كبير لكن بعد فترة من الخبرة.
أسماء: تتاح لك فرصة العمل لأكثر من مكان بنفس الأدوات
ثم تحدثنا مع أسماء الفولي، تعمل في مجال الأخبار المصورة ومصممة في عدد من المؤسسات الصحافية الكويتية، 30 عامًا، تقول: لجأت إلى العمل عبر الإنترنت بعد توقف مؤسسة "ولاد البلد" الصحفية التي كنت أعمل بها، وكان العمل عبر الإنترنت خيارًا مؤقتًا لدي في انتظار الاستقرار في إحدى المؤسسات الصحفية، لكن بالتدريج وجدت نفسي في هذا المجال الذي يوفر لي دخلًا ماديًا أضعاف ما كنت أتقاضاه في مصر، دون الحاجة للتنقل والمجهود البدني".
وتضيف "الفولي"، في حديثها مع "الدستور": "ما جعل هذا الخيار مناسبًا لي هو أنني أم لطفلة صغيرة تحتاج إلى رعايتي ووقتي، فالعمل عبر الإنترنت سمح لي بالتوازن بين عملي ومسؤولياتي الأسرية"، مشيرة إلى أن العقبة الوحيدة هي عدم وجود عقد عمل رسمي أو ضمان كما هو الحال في الوظائف الحكومية، حيث يمكن أن تفقد وظيفتها في أي وقت، لكنها تؤكد أن بناء العلاقات والمصادر يسهل إيجاد فرص عمل جديدة، خاصةً مع تطور المهارات والخبرات التي تزيد من الطلب على خدماتها وبالتالي ضاعف من أرباحها، أيضًا تتاح لها فرصة التعاون مع عدة مؤسسات في نفس الوقت باستخدام نفس الأدوات، وهذا ما لا يتوفر في الوظائف التقليدية.
جاسم: أثقلت مهاراتي ونجحت في تأسيس مشروعي الخاص
وتابعنا الحديث مع جاسم يونس، شاب عشريني، يعمل في مجال التسويق عبر السوشيال ميديا، والذي بدأ رحلته مع العمل عن بُعد في أيام جائحة كورونا عام 2020، من خلال الالتحاق ببعض الدورات التدريبية والمحاضرات على يوتيوب لتعلم مهارات جديدة.
بعدها، عمل كمستقل على إحدى المنصات العالمية، وحقق أول ربح له بقيمة 24 دولارًا من مشروع مع عميل إماراتي، مؤكدًا على أهمية المهارات اللغوية والسيرة الذاتية القوية لمواجهة المنافسة الشرسة في السوق العالمي.
من التحديات التي واجهها، عدم الصبر وتحقيق الأرباح السريعة، ونظرة المجتمع السلبية للعمل عن بعد، إلى جانب نقص البرامج التدريبية المجانية وزيادة المنافسة، لكنه نجح في تأسيس مشروعه الخاص في التجارة الإلكترونية، ويدرس حاليًا دبلومة من ميتا وتخصص إدارة أعمال في جامعة الناس - أول جامعة أمريكية معتمدة غير ربحية شبه مجانية بدون أقساط دراسية وتتيح فرصة التعليم عن بعد.
هناء: العمل أونلاين كان الأفضل ماديًا
وتحدثت بعده هناء سليم وادي، كاتبة محتوى، فتقول: "درست في مصر دراسات عليا، ثم عدت إلى غزة في عام 2020، حيث التحقت بالعمل ككاتبة محتوى ومسوقة إلكترونية (سيو) في إحدى شركات البرمجة هناك".
وتضيف "وادي"، في حديثها مع "الدستور": "علمتني الشركة أساسيات السيو بشكل احترافي، وكان المرتب مريحًا بالمقارنة مع ما كنت سأحصل عليه إذا استمر عملي في مصر، كما أن صاحب العمل كان متعاونًا للغاية معي، حيث سمح لي بالسفر لإكمال دراستي، بل إن فترة التدريب كانت مدفوعة الأجر، وخلال فترة تواجدي في مصر كان العمل مع الشركة "أونلاين"، لكن توقف كل شئ بسبب الحرب وتدمير كل شئ في غزة".
وتشير إلى أن مرتبها تحسن بشكل مستمر، حيث زاد بعد توقيع عقد العمل، ثم زاد مرة أخرى عند تجديد العقد، ومن العقبات التي واجهتها في عملها عن بُعد، تذكر مشكلة انقطاع خدمة الإنترنت بشكل متكرر في قطاع غزة، والتي كانت تعيق عملها أحيانًا.
عبلة: العمل الأونلاين يصبح مجزي ماديًا لكن مع الخبرة
عبلة عاطف، كاتبة محتوى صحفي، عملت في مجال "الأونلاين" منذ عام 2018 حتى الآن، ترى أن العمل بهذا الشكل لم يكن مجزيًا من الناحية المادية، لكن مع الوقت وكثرة التنقلات واكتساب الخبرات من أكثر من مكان عمل والتعامل مع شركات خارج مصر، أصبح الأمر أيسر في التعامل.
وتحدثت "عاطف"، مع "الدستور"، عن مميزات العمل الأونلاين، وهو العمل في بيئة مريحة تقومين بتهيئتها بنفسك، أيضًا تجعلها كأم متواجدة بصفة مستمرة مع رضيعتها لتتابع خطواتها ولا تضطر للتفكير في أين تضعها وقت تواجدها في العمل خارج المنزل، أيضًا توفير الجهد والمال اللازمان للتنقل في المواصلات حال كان العمل بعيدًا عن المنزل.
وتابعت الحديث عن عيوب العمل بهذا الشكل؛ فهي تأثر الحياة الاجتماعية، فتكون مضطرة للعمل في كل المناسبات الاجتماعية، "طول الوقت حاسة إن وراكي حاجة"، أيضًا عدم التعامل مع البشر بشكل دائم، لكن مع الوقت يمكن التأقلم على ذلك.
رباب: ساعدني العمل الإلكتروني على تحقيق انتشار داخل وخارج مصر
وأخيرًا كان لنا حديث مع الصحفية رباب عزام، 31 عامًا، عن تجاربها المتنوعة في الصحافة منذ 2010، بدءً بالتليفزيون والصحف الورقية، قبل الانتقال للصحافة الإلكترونية في 2014، مشيرة إلى تحديات تلك البدايات مع العمل الإلكتروني وتكاليفه المرتفعة.
وفي 2017، بدأت "رباب" العمل كصحفية مستقلة عبر الإنترنت، واصفة إياه بالأكثر ربحية رغم عدم ثباته، كما ساعدها على انتشار اسمها داخل وخارج مصر، متفوقًا على الوظائف التقليدية، لكنها واجهت مشكلة عدم أمان المنصات الإلكترونية وخطر فقدان أرشيفها، مشيرة إلى أن الصحافة المستقلة عبر الإنترنت ستكون مصدر دخل كافٍ للمتميزين في المستقبل.
وفي النهاية، نقدم لك انفوجراف عن عدد من المنصات الإلكتروني المتاح العمل من خلالها في أكثر من مجال، منها التعليق الصوتي، البرمجة، كتابة المحتوى، وغيرها: