رفض اجتياح رفح.. كواليس مكالمة الـ"60 دقيقة" بين بايدن ونتنياهو
كشف مصدر مطلع في الإدارة الأمريكية عن كواليس المكالمة الهاتفية التي أجرها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، مساء أمس الأحد، والتي طالب فيها الرئيس الأمريكي بضرورة عدم اجتياح رفح، والعمل على إطلاق سراح المحتجزين في أقرب وقت، وفقًا لما نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
كواليس الاتصال الهاتفي بين بايدن ونتنياهو
وأفادت الشبكة الأمريكية بأنه وفقًا لبيان البيت الأبيض في وقت سابق أمس الأحد، فإن بايدن كرر موقفه الواضح بشأن الغزو الإسرائيلي المحتمل لرفح، وبينما كان ذلك جزءًا من المكالمة، التي استمرت أقل من ساعة بقليل، قال المصدر إن التركيز كان في الغالب على المحادثات لإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس.
وأشار مصدر أمريكي مطلع إلى أن نتنياهو وبايدن ناقشا مقاطع الفيديو التي تم نشرها الأسبوع الماضي لمواطنين أمريكيين محتجزين في غزة، بالإضافة إلى بيان بايدن المشترك النادر مع قادة من 17 دولة أخرى، والذي حث فيه حركة حماس على قبول شروط وقف إطلاق النار واتفاق المحتجزين.
كما سلط البيت الأبيض الضوء على المحادثة التي دارت بين الزعيمين بشأن المساعدة الإنسانية، وجاء في البيان أن بايدن ونتنياهو ناقشا أيضًا الزيادات في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك من خلال الاستعدادات لفتح معابر شمالية جديدة ابتداء من هذا الأسبوع.
وأضاف البيت الأبيض: "شدد بايدن على ضرورة استمرار هذا التقدم وتعزيزه بالتنسيق الكامل مع المنظمات الإنسانية، وناقش الزعماء اقتحام رفح، وأكد الرئيس موقفه الواضح".
ولفت المصدر المطلع إلى أن إدارة بايدن أوضحت لنظرائها الإسرائيليين أنها تريد رؤية خطة واضحة وقابلة للتنفيذ بشأن كيفية حماية المدنيين في رفح.
أبلغت إسرائيل نظراءها الأمريكيين بأنها لن تشن غزوًا، حيث يعيش أكثر من مليون شخص في مدينة أقصى جنوب قطاع غزة، حتى تتمكن إدارة بايدن من مشاركة مخاوفها، حسبما صرح مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي.
وقال "كيربي" إن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على التوصل إلى اتفاق يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.
وتابع: "إذا تمكنا من تنفيذ صفقة المحتجزين هذه– وما زلنا نعمل على ذلك، فإن حماس لم ترفضها بالكامل، وهم يدرسون هذا الاقتراح على الطاولة، إذا تمكنا من تحقيق ذلك، فهذا يمنحك ستة أسابيع من السلام، ما يعني عدم غزو رفح".
وأضاف: "ما نأمله هو أنه بعد ستة أسابيع من وقف إطلاق النار المؤقت، ربما نتمكن من تحقيق شيء أكثر ديمومة، نريد أن نرى نهاية للصراع في أقرب وقت ممكن".
وأضافت الشبكة الأمريكية أن المكالمة بين الطرفين جرت بعد أيام من توقيع بايدن على حزمة مساعدات تتضمن 26 مليار دولار لإسرائيل، وتشمل الحزمة أيضًا ما يقرب من 61 مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا، و8 مليارات دولار لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأشارت إلى أنه خلال الاتصال الهاتفي شدد بايدن على معارضته غزو رفح وزاد من ضغوطه على نتنياهو لقبول صفقة المحتجزين والهدنة في غزة، كما استعرض حالة مفاوضات الهدنة، قبل جولة جديدة من المحادثات في القاهرة، حيث حث مسئول كبير من الوسيط الرئيسي قطر إسرائيل وحماس على إظهار المزيد من الالتزام والمزيد من الجدية في المفاوضات.
ونوهت بأنه من المقرر أن يزور وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، المنطقة هذا الأسبوع، ليناقش مع القادة وقف إطلاق النار ومحادثات المحتجزين بين إسرائيل وحماس، التي لا تزال متوقفة على الرغم من أشهر من الوساطة من قبل قطر ومصر.
ومن المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي إلى مصر في الساعات القليلة المقبلة؛ لمناقشة أحدث المقترحات في المفاوضات. وقال باسم نعيم، المسئول الكبير في حماس، في رسالة إلى وكالة أسوشيتد برس، إن وفدًا من الحركة توجه أيضًا إلى القاهرة.
كثف المسئولون المصريون جهودهم للتوسط في المحادثات بين حماس وإسرائيل، بعد اقتراح جديد يقضي في البداية بإطلاق سراح عدد صغير من المحتجزين في غزة مقابل تمكين الفلسطينيين في القطاع من العودة إلى منازلهم.
وقال مسئول مصري لوكالة "أسوشيتد برس"، إن الوسطاء يعملون على حل وسط للإجابة عن المخاوف الرئيسية لكلا الطرفين، بهدف تمهيد الطريق لمزيد من المفاوضات لإنهاء الحرب بالكامل.