مواجهة إيجابية| انخفاض 50% فى أسعار الأسماك بعد حملات المقاطعة.. ومواطنون: مستمرون لحين نزولها لمستواها الطبيعى
ركود كبير فى أسواق الأسماك بمحافظات الجمهورية، استجابة لحملات المقاطعة التى دشنها مواطنون، بسبب غلاء الأسعار المبالغ فيه خلال الفترة الحالية.
وتسببت الحملات فى انخفاض أسعار الأسماك بأنواعها، فى وقت أكد خلاله مواطنون على استمرار الحملات، لحين نزول الأسعار إلى مستواها الطبيعى، خاصة بعد انخفاض أسعار الأعلاف ومستلزمات الإنتاج.
بورسعيد.. ركود كبير فى الأسواق.. ودعوات لامتداد المبادرة إلى البيض واللحم
تشهد شوادر وأسواق السمك بمحافظة بورسعيد، لليوم الرابع، انخفاضًا كبيرًا فى الأسعار، بعد استجابة المواطنين بشكل كبير لدعوات المقاطعة التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية.
وتراجع سعر كيلو الشبار المبطرخ، الذى فجر غلاؤه الأزمة، من ٢٥٠ لـ١٤٠ جنيهًا، وانخفضت الأسعار فى جميع الأنواع بين ٤٠ والـ٥٠ جنيهًا، وتزايدت إعلانات عروض بيع الأسماك عبر موقع «فيسبوك»، فى محاولة لجذب الزبائن، إلا أن المواطنين تجاهلوا أغلبها.
وشهدت سوق أسماك بورسعيد، إقبالًا ضعيفًا من المواطنين وظهرت بشكل شبه خال من الزبائن، ورفض المواطنون الانخفاضات التى حدثت فى الأسعار، وأكدوا استمرار المقاطعة لمدة أسبوع كامل، مطالبين بعضهم البعض بعدم شراء الأسماك، بدعوى أن المعروض فى الأسواق غير طازج وعمره ٣ أيام، لتتوقف بسبب ذلك حركة البيع تمامًا.
وقال محمود نوفل، تاجر أسماك، إن سبب ارتفاع الأسعار هو جشع تجار المزارع، إلى جانب ارتفاع سعر الأعلاف والسولار والشبك، بالإضافة إلى انخفاض كميات الأسماك التى تخرج من البحر.
وتابع: «أنا كتاجر متضامن مع المبادرة، نظرًا للارتفاع الكبير فى الأسعار، ولكن أيضًا الصياد مظلوم، لأنه أصبح يبيع السمك للتاجر الكبير الذى ينتهز الفرصة للتخزين، والبيع للمصانع».
وأكمل: «مع دعوات المقاطعة يخزن التجار الكبار الأسماك، وهذا قد يتسبب فى احتكار السوق، حيث سترتفع الأسعار مرة أخرى ربما أكثر من الأول، بعد الموسم، فهناك مواسم كموسم الجمبرى الذى ينتهى خلال شهرين، تم خلاله تخزين الجمبرى، وبعد ذلك يتم طرحه بأسعار كبيرة جدًا».
فى السياق نفسه، قال وسام الصفتى، صاحب مبادرة المقاطعة، إن المبادرة بدأت ببث مباشر على «فيسبوك»، طالب فيه التجار بالرأفة بالمواطن بعد الارتفاع المبالغ فيه للأسعار، وبعد التواصل مع التجار قالوا إنه فى حالة المقاطعة سيبيعون السمك فى المحافظات المجاورة، مما يرفع الأسعار أكثر فى بورسعيد.
وتابع أنه أطلق المبادرة الأحد الماضى، قائلًا: «حققنا تخفيضًا وصل إلى ٥٠٪، ومستمرون حتى عودة الأسعار لطبيعتها، والمبادرة ستشمل جميع السلع، خاصة اللحم والبيض».
مطروح.. اتهام بعض التجار بالتحكم فى الأسعار
أطلق أهالى مطروح حملة لمقاطعة الأسماك تحت شعار «خليها تعفن»، لمواجهة ارتفاع الأسعار المبالغ فيه.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعى تضامن العديد من أبناء المحافظة مع تلك الحملات، ودونوا على حساباتهم الشخصية عبر «فيسبوك» بعض العبارات المؤيدة لحملات المقاطعة منها: «خليك إيجابى.. مقاطعة الأسماك لمدة أسبوع بمطروح حتى تعود الأسعار إلى طبيعتها.. اعتبرها مساعدة منك لغير القادر».
وأكد محمد العطار، أحد أبناء المحافظة، تضامنه مع حملة المقاطعة للضغط على كبار تجار الأسماك لتخفيض الأسعار تزامنًا مع انخفاض كل السلع الغذائية والخضر والفاكهة، موجهًا كل المواطنين بمطروح بالتضامن مع الحملة لصالح المواطنين.
وأوضح سمير طعيمة، صاحب أحد محال بيع الأسماك بمطروح، أن عملية بيع الأسماك لم تتأثر من حملة المقاطعة، مشيرًا إلى تضامنه مع الحملة التى تم إطلاقها لصالح المواطن المطروحى البسيط.
وأكد الحاج نصرالله تماوى، رئيس جمعية صيادين بمطروح، تضامنه مع حملة المقاطعة، مؤكدًا أن هناك خللًا فى عملية البيع من قبل التاجر الحر الذى يستطيع التحكم فى أسعار الأسماك.
وأكد أنه تم عرض مقترح لتشغيل حلقة بيع الأسماك بمطروح، وسيتم تفعيلها الفترة المقبلة وسيتم التصدير بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى وسيكون للمحافظات الأخرى، وبذلك ستنخفض الأسعار من خلال العرض والطلب.
وأضاف أن هناك منفذًا لبيع أسماك البحر بأسعار مخفضة تابعًا لجمعية الصيادين، وسيجرى التوسع خلال الفترة المقبلة فى تلك المنافذ لتخفيف العبء عن المواطنين.
الإسماعيلية.. أغلب الأسماك يخرج من القناة ولا يحتاج لمدخلات إنتاج
أكد عدد من المواطنين فى الإسماعيلية استمرارهم فى حملة مقاطعة شراء الأسماك، لحين عودة أسعارها لطبيعتها، مشيرين إلى أن الأسماك أغلبها يخرج من قناة السويس ولا يحتاج لمدخلات إنتاج، ورغم ذلك أغلى من المحافظات الأخرى.
وقال إسلام نبيل، من أهالى المحافظة: «بداية من اليوم توجد مقاطعة فى محافظة الإسماعيلية للأسماك بجميع أنواعها حتى تعود الأسعار إلى وضعها الطبيعى، والمقاطعة فى بورسعيد ودمياط حققت نجاحًا باهرًا».
وأكد فريد محمد: «أسباب الحملة هى ارتفاع أسعار الأسماك فى الأسواق بشكل خرافى، وستستمر لحين نزولها لكى تصبح فى متناول الجميع، ولاقت المبادرة تفاعلًا كبيرًا من المواطنين».
حلقات البيع «شبه خالية» فى السويس
بدت حلقة الأسماك بسوق الأنصارى بالسويس شبه خالية من الزبائن بسبب حملات المقاطعة.
قال عماد رشاد، موظف، إنه قرر عدم شراء الأسماك حتى تعود لسعرها الطبيعى، فيما أضاف محمود السيد، صاحب عمل حر مستنكرًا: «ما صدقنا الزيت والسكر والعيش يرخصوا.. يغلوا السمك؟»!.
وأكدت منى على، ربة منزل، أن السوايسة اعتادوا ارتفاع أسعار الأسماك تدريجيًا مع اقتراب وقف الصيد، لكن هذه المرة الارتفاع مبالغ فيه جدًا.
كفرالشيخ.. نقيب الصيادين: الصياد مظلوم.. وأصحاب المزارع سبب الأزمة
دشن أهالى محافظة كفرالشيخ حملات مكثفة فيما بينهم، وأيضًا على مواقع التواصل الاجتماعى، لمقاطعة شراء الأسماك، بعد ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه وغير مبرر خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد انخفاض أسعار العديد من السلع الغذائية كاللحوم والدواجن. وكانت الأسعار قد ارتفعت إلى مستويات قياسية لم يعهدها المواطنون من قبل، إذ وصل سعر السمك البلطى إلى ١٠٠ جنيه وتخطى سعر البورى ١٨٠ جنيهًا.
قال عبدالسلام صلاح، أحد أهالى مدينة كفرالشيخ، إن أسعار الأسماك ارتفعت بنسبة ٣٠٪ خلال الفترة الأخيرة، على الرغم من أن سعرها كان مرتفعًا فى الأساس، ولكن جاءت الزيادة الأخيرة لتكون القشة التى قصمت ظهر البعير، بعدما أصبح سعر السمك البلطى مثلًا، وهو أرخص الأنواع مقارنة بغيره، أغلى من سعر الدواجن، وهذا لم يحدث قبل ذلك مطلقًا.
وأشار إلى زيادة أسعار السمك البورى أيضًا بشكل مبالغ فيه، وأصبحت أسعار الأسماك عمومًا خارج متناول أغلب أهالى المحافظة، التى تعتبر من أهم المحافظات المنتجة للأسماك على مستوى الجمهورية، لذلك كان من الضرورى جدًا اتخاذ خطوات لوقف ذلك، فتم تدشين حملة مقاطعة الأسماك لكى ترجع لأسعارها الطبيعية.
وذكرت هدى أبوهلال، من أهالى مركز قلين، أن الأسماك كانت وستظل أهم شىء فى نظامهم الغذائى، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، ولكن ما يحدث الآن لم يكن متوقعًا بعدما تخطى سعر الأسماك أسعار الدواجن، داعية إلى مراجعة المشكلات التى أدت إلى ارتفاع أسعارها إلى هذا الحد، خاصة المشاكل التى تواجه الصيادين والمزارع السمكية المنتشرة فى ربوع المحافظة، لكى تعود الأمور إلى نصابها الطبيعى، مضيفة أنها تأمل فى أن تكون حملة مقاطعة شراء الأسماك مجدية.
وعلق الحاج محمد شرابى، نقيب صيادى البرلس، على حملات المقاطعة، لافتًا إلى أن ٨٠٪ من الأسماك المعروضة حاليًا فى أسواق محافظة كفرالشيخ هى أسماك مزارع وليست «بلدى»، أى أن الصياد ليس له دخل فى هذا الارتفاع الكبير فى الأسعار.
ودعا أصحاب المزارع السمكية إلى تخفيض أسعار الأسماك، خاصة بعد نزول أسعار العلف فى الفترة الأخيرة، مناشدًا التجار تحمل مسئولياتهم وعدم المغالاة فى الأسعار على المواطنين، بعد شراء الأسماك من البورصة وأخذ هامش ربح مناسب، وليس مبالغًا فيه كما يحدث الآن.
الإسكندرية.. حملات «فيسبوك» ومطالبات بخفض المكسب
دشن العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى حملات لمقاطعة الأسماك فى الإسكندرية نتيجة ارتفاع أسعارها، وتفاعل معها عدد كبير من الأهالى، وذلك اعتراضًا على مغالاة التجار.
واعتبر المواطنون مغالاة التجار فى أسعار الأسماك «جشعًا»، خاصة أنها تعد الوجبة الأساسية للكثير من الأهالى فى ظل ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن.
وأيد هانى عبدالرازق، أحد الأهالى، المقاطعة، اعتراضًا على افتراء التجار حتى تنخفض أسعار الأسماك بالأسواق، فيما أيدته كريمة محمود قائلة: «مش هنموت لو مكلناش سمك.. مقاطعة وبشدة».
وأضافت ملك إبراهيم أن المقاطعة الحل الوحيد حاليًا بعد غلاء أسعار الأسماك بهذا الشكل، مطالبة الجميع بالمقاطعة حتى تتحسن الأحوال وتنخفض الأسعار.
من جهته، قال أشرف زريق، شيخ الصيادين بالإسكندرية، إن الصياد ليس طرفًا فى غلاء أسعار الأسماك، حيث يتحمل التكاليف المطلوبة لعملية الصيد بكل ما تتطلبه من الشباك والمراكب والرخص وغيرها، وعند البيع للتاجر لا يضع إلا هامشًا بسيطًا فوق تكلفة عملية الصيد.
وأوضح أن الثروة السمكية تعد من أهم مصادر الغذاء فى مصر، وهناك إقبال عليها بشكل كبير مثل الثروة الحيوانية والدواجن، لذا هى مصدر غذاء رئيسى، خاصة بالمحافظات الساحلية.
وعن حملات المقاطعة ورفع التجار أسعار الأسماك، أشار إلى أن هناك تجارًا بالفعل يغالون فى الأسعار ويضعون هامش ربح أكبر من المطلوب، لذا يتطلب أن تكون هناك رقابة مفعلة على محلات وتجار الأسماك، ليتم تخفيض الأسعار وتوفير الأسماك للمواطنين بسعر مرضٍ.
الغردقة.. خفض الأسعار الحل الوحيد.. والسعر كان ضعف القيمة قبل المقاطعة
دخل أهالى مدينة الغردقة على خط مقاطعة الأسماك عبر دعوات بوسائل التواصل الاجتماعى، وقال أحمد على، تاجر سمك، إن ارتفاع الأسعار سببه قرار منع الصيد بالبحر الأحمر لمدة ثلاثة أشهر، مؤكدًا أن حملات المقاطعة بدأت فى التأثير عليهم، لافتًا إلى أن التجار يحاولون خفض الأسعار إلى أدنى حد، لأنه الحل الوحيد لمواصلة تجارتهم.
ورأى عبدالله إبراهيم، تاجر سمك، أن المقاطعة وقتية ولن تستمر، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار السمك بسبب منع الصيد وليس للتجار دخل به، لافتًا إلى أن حملات المقاطعة بدأت فى التأثير على حركة البيع، ما أدى إلى شبه ركود بالأسواق.
وبدأ أهالى الغردقة التفاعل مع منشورات مقاطعة أسماك البحر الأحمر، بعد انتشار واسع لحملة المقاطعة، نظرًا لارتفاع الأسعار، خاصةً عقب إعلان قرار محافظ البحر الأحمر بمنع الصيد فى مياه البحر الأحمر لمدة ٣ أشهر.
وتداول أهالى مدينة الغردقة أن سعر سمك الحريد وصل إلى ٢٠٠ و٢١٠ جنيهات، بينما يعتبر البعض أن السعر العادل لا يزيد على ١٠٠ جنيه للأحجام المتوسطة.