المثلية الجنسية في مدارس المصريين.. أولياء أمور يتحدثون عن "الأزمة الكبرى"
بين الاعتراض والتأييد، سادت حالة من الجدل مؤخرًا بسبب انتشار واقعة تدريس مادة المثلية الجنسية في إحدى المدارس الألمانية بمنطقة التجمع الخامس، وذلك لتلاميذ في المرحلة الإبتدائية.
بدأت الواقعة مع انتشار صفحات من كتاب لإحدى المواد يتحدث عن المثلية الجنسية في المجتمعات، وصور أخرى للمدرسة وهي ترفع علمًا يشبه العلم الشهير للمثليين جنسيًا حول العالم.
تفاصيل الواقعة
كانت المادة تعود للصف السادس الإبتدائي، وتتحدث عن التسامح مع المثلية الجنسية، والترويج لها في المجتمعات العربية مثل المجتمع المصري، مما أثار حفيظة بعض أولياء الأمور.
وقدم النائب محمود عصام، عضو مجلس النواب، سؤالًا برلمانيًا إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي، قال فيه إن المدرسة تقدم مواد دراسية غير سوية تتضمن أفكارًا شاذة وهدامة تدعو فيها إلى إتيان الرذيلة وهدم القيم والأخلاق والدعوة إلى المثلية الجنسية -وفقًا له.
رد التعليم
وأصدرت وزارة التربية والتعليم، بيانًا يتضمن أول رد رسمي لها، بأنه تم تشكيل لجنة من التعليم الدولي للتحقيق في الأمر، مؤكدة رفضها التام لقيام أي مدرسة على أرض مصر بالترويج أو تدريس مواد دراسية تخالف ثوابت الغريزة الإنسانية والعقائد السماوية والأخلاقيات والقيم التي يقوم عليها المجتمع المصري.
دراسة المثلية الجنسية والقضايا الجنسية عمومًا هي أمر معمول به في بعض دول العالم، لا سيما أوروبا، إلا أنه في مصر اختلفت آراء أولياء الأمور حول دراسة أبنائهم لتلك المواد، كذلك المدرسون بين التأييد والمعارضة.
أولياء الأمور
ترفض منال محمود، أحد أولياء الأمور في مدرسة تجريبية، تدريس مادة المثلية الجنسية لأبنائها، مؤكدة أن المدارس الخاصة تدرس قضايا غريبة عن المجتمع المصري لا تتناسب مع الفئة العمرية للطلاب وفقًا لوصفها.
تقول: «ما يتم تدريسه داخل المدارس الألمانية تابعًا لمناهج وزارة التعليم الألماني وليس المصري، وهو الحال في كل المدارس الدولية، لذلك لا بد من مراجعة وزارة التربية والتعليم المصرية للمناهج الدولية كافة».
تضيف: «ألمانيا من الدول الأوروبية الغربية لذلك مثل تلك القضايا ليست جديدة عليهم، بل منتشرة بينهم ويمكن للطلاب من صغار السن دراستها، بينما المجتمع المصري ليس به تلك الثقافة».
على النقيض تؤيد ميرفت محمود، تدريس المثلية الجنسية في المناهج للأطفال، موضحة أن الأهم من تأييد أو معارضة دراستها هو بحث كيفية تطبيق ذلك بما يتماشى مع المجتمع المصري وثقافته.
تقول: «لا بد من دراستها حتى لا نترك الطلاب لأفكارهم، شبكة الإنترنت الآن يوجد عليها كل شيء، فبدلًا من أن يبحثوا عليها ويكونوا فريسة لأفكار مغلوطة، يمكن دراستها لهم وبحث الطريقة السلمية لتثقيف الأطفال في تلك الجزئية».
ما هي العائلة؟
لم تكن المرة الأولى التي يُثار فيها واقعة تدريس المثلية الجنسية للطلاب، ففي العام 2017 انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور من كتاب اللغة الإنجليزية بإحدى المدارس الدولية، يتضمن الترويج للمثلية الجنسية، في درس يحمل عنوانًا «ما هي العائلة؟».
وكانت الصور محل لغط بسبب ظهور عدة أنماط من العائلة، منها: أب وأم وأطفال، أب وأطفال، أم وأطفال»، ثم ظهر أم وأم وطفل وكتب أسفلهمtwo mums and child ثم أب وأب two dads and child، واتهم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المدرسة الدولية بالترويج للمثلية الجنسية.
الاهتمام بحصص الدين
بينما يرى إسلام جاد، مدرس لغة عربية في إحدى المدارس الخاصة، أن المدارس الدولية تهتم بتلك المواد دون الاهتمام بتدريس التربية الدينية، موضحًا أن مادة الدين عمومًا أصبحت مهملة في جداول الحصص اليومية.
يقول: «حتى وإن قامت المدارس بتدريس التربية الدينية للأطفال، لا بد أمامها أن يتم الاهتمام بدروس الدين وإيضاح موقف الدين من تلك القضايا، وذلك للحفاظ على الهوية المصرية وبناء المجتمع».
ويؤكد أنه لا مانع من دراسة قضايا الجنس عمومًا للطلاب الصغار وبالطريقة التي تناسب عقليتهم لكن ذلك لا يعني دحض حصص الدين أو عدم الاهتمام بها، لأن المدارس هدفها الأول هو التربية ثم التعليم.