طرحته الثقافة الجديدة
"عند مفترق الطرق" ديوان شعري قصائده تناقش قضايا فريدة من نوعها
عند مفترق الطرق، عنوان الديوان الشعري الصادر حديثا عن دار الثقافة الجديدة للنشر والتوزيع، للشاعر الهندي جاويد أختر، والذي ترجمته دكتورة ولاء جمال العسيلي عن اللغة الأردية.
"عند مفترق الطرق" ديوان شعري قصائده تناقش قضايا فريدةٌ من نوعها
وفي تقديمها لديوان “عند مفترق الطرق”، تذهب مترجمته د. ولاء جمال العسيلي، إلي أن: نوّع جاويد أختر ــ صاحب ديوان عند مفترق الطرق ــ في شكل قصائده ما بين قصيدة النثر والشعر الحر، وتتنوع قصائده ما بين القصائد الصغيرة والكبيرة، الصغيرة منها عبارة عن صفحتين أو ثلاث صفحات، والكبيرة ست أو سبع صفحات. يستخدم بشكل عام سطورًا شعرية قصيرة في القصائد.
وما يذهل بشكل متكرر في قصائده هو الفضول العقلي، التأمل، التفكير والاستدلال. فهذا التفكير هو محاولة منه لفك العقدة ومعرفة أسرار الكون أو خفايا الإنسان وأسرار الحياة. كما نرى في قصائد "ما هذه اللعبة"، "الكون"، "قصة عجيبة"، "شجرة البرجد"، "فكرة أخرى في الوقت الراهن".
وتلفت "العسيلي" إلى: القضايا التي تناقشها قصائد ــ عند مفترق الطرق ــ فريدةٌ من نوعها. وأحيانا ما تحمل قصائده معنى مزدوجًا، يعرض من خلالها السيناريو البشري بأكمله. في الأحياء الفقيرة، الحب والرغبات والعلاقات الإنسانية، والجريمة، العقاب والثواب، المعوزين، الغيب والإله، مهرجان الحياة بصوره الخيالية، دائرة الزمن، تفسيرًا للزمن، القيم الإنسانية والخريطة الاجتماعية، الحب الإنساني، الحزن على الوضع الاجتماعي، العلاقة بين الفرد والمجتمع، التفرقة الطبقية والبؤس الاجتماعي، صراع الحياة المستمر.
وفي هذا السياق تبدو هذه القصائد وكأنها تحكي وجعًا ليس قديما، بل هو وليد اليوم. يحارب "جاويد" من خلال قصائده من يريدون تدمير قدرة الإنسان العادي على طرح الأسئلة، من يعملون على حبس الدين في صندوق ويتاجرون به بين البسطاء. يقدم للآخرين في شعره مواد تساعدهم على التوسع العقلي، يحلم بتطورهم وبتطور الحياة، يرى لنفسه وللآخرين أحلام مجتمع صالح وحياة مزدهرة. يحث أقرانه الشعراء على الخروج من قوقعتهم والنظر إلى العالم كما في قصيدة "رسالة من شاعر صديق". وقصائد مثل: (الجوع، لغز، قبل أعمال الشغب، بعد أعمال الشغب، "التاجر، ارتباك، الزمن، أفتقدُ تلكَ الغرفةَ، سفر قطعة شطرنج، والأم تريزا) التي أصبحت علامات تجارية، وأثنى عليها الجميع.
إطلالة علي مسيرة الشاعر أختر جاويد
ومؤلف ديوان “عند مفترق الطرق” جاويد أختر، شاعر، وكاتب غنائي، وكاتب سيناريو، وناشط سياسي هندي. ولد في 17 يناير سنة 1945م في جواليار، الهند.
ينحدر نسب أجداده من عائلة "سعادات" ذات الميول الدينية، موطنهم هو منطقة خير آباد مركز سيتابور، لكهنو، وقد حظيت هذه المنطقة التاريخية القديمة بشهرة كبيرة في الماضي، كونها مركزًا للعلماء والشعراء. ومدرسة للمنطق والفلسفة ومستودعًا للتصوف والصوفية.
ينتمي جاويد أختر إلى عائلة أدبية فنية، تضم سبعةَ أجيالِ من الكُتاب؛ فهو نجل الشاعر الأردي التقدمي الكبير "جان نثار أختر" وابن أخت الشاعر الكبير "مجاز لكهنوي". وجدّه الشاعر مضطر خير آبادي. ولعائلته سلسلةٌ طويلة من الإبداعات الشعرية حيث كان لدى كل فردٍ في عائلته شغفٌ كبير بالشعر، وبهذا فقد وَرِث جاويد الشعر، وسار على خُطَى عائلته.
اشتهر جاويد أختر بعمله في السينما الهندية، فهو الأكثر شهرة في مجال كتابة الشعر والأغاني للسينما الهندية؛ فقد كتب سيناريوهات ناجحة للأفلام وصلت إلى أكثر من ثلاثين سيناريو. وقد حقق النجم أميتاب باتشان شهرة واسعة بسبب الأفلام الغنائية التي كتبها له جاويد أختر. خاصة فيلم " الجدار" 1975م، و"الأصفاد" عام 1973م، و"الشعلة" عام 1975م، وغيرها.
فاز جاويد أختر بالعديد من الجوائز والأوسمة من بينها خمس جوائز وطنية للأفلام، وحصل على جائزة "بادما شري" في عام 1999م، و"بادما بوشان" في عام 2007م، وهما من أعلى الجوائز في تكريم المدنيين في الهند. كما فاز بجائزة الفيلم الوطني لأفضل كلمات خمس مرات وجائزة فيلم "فير" لأفضل كاتب غنائي ثماني مرات. وحصل على جائزة "ريتشارد دوكينز" في عام 2020م.