حلويات رمضان
يرتبط شهر رمضان في وجدان المصريين بالفن، والصحبة، والعائلة، والعلاقة الروحية مع الله، والسهر في شوارع القاهرة القديمة حتى موعد السحور، ومشاهدة المسلسلات في مواعيد مختلفة حسب لمة الأسر وجداول أعمالها المختلفة، يشكل رمضان موسمًا دراميًا استثنائيًا وفرصة لتألق العديد من الوجوه الجديدة، والمواهب المتوارية طوال العام، وقد درجت مجلة "روز اليوسف" العريقة على نشر تحقيق سنوي عن الوجوه الجديدة ومواهب الأدوار الثانية التي تتألق في رمضان، وهو ملف حرصت على المشاركة فيه وأنا محرر تحت التمرين، ثم وأنا رئيس لقسم الفن، ثم وأنا كاتب متفرغ.. وأظن أن تلك سُنة صحفية حسنة يجب أن نحييها جميعًا، فالوجوه الجديدة هي زاد الدراما القادم، ومستقبل الفن، ورمضان فرصة لا تعوض ليتعرف المشاهد على هذه الوجوه وسأتوجه هنا بالتحية لبعض الأسماء في المسلسلات التي شاهدتها، ولا يعني هذا أن ما أكتبه يشمل جميع مسلسلات رمضان، ولكن ما سمحت الظروف بمشاهدته فقط، وبسبب إعجابي بمسلسل "بدون سابق إنذار" أريد أن أتوقف أمام الطفل "سليم شريف"، وهو موهبة فطرية، وسيكون له شأن كبير إذا واصل طريقه، من الكبار لا بد من التوقف أمام "جهاد حسام"، وهي ممثلة ذات ملامح معبرة، قدمت شخصيتين مركبتين هذا العام، أولاهما في "مسار إجباري"، وثانيتهما في "بدون سابق إنذار"، من ملوك الأدوار الثانية في رمضان هذا العام الفنان "وليد فواز"، الذي قدم دور الشرير في عملين ناجحين، أولهما "حق عرب"، وثانيهما "جودر"، وكلا الدورين لا يشبه الآخر في أي شيء، وهو ممثل كبير من طراز توفيق الدقن واستيفان روستي، من حيث خلط الشر بالكوميديا وخلق لزمات خاصة بالشخصية، من حلويات رمضان هذا العام الفنانة الكبيرة وفاء عامر، التي تمسك جيدًا بتفاصيل شخصية الأم بنت البلد، وقد تألقت بشكل استثنائي في "حق عرب"، ينطبق الأمر نفسه على الفنانة صابرين التي قدمت دورًا مميزًا في "مسار إجباري"، وبدا وكأنها قد استعادت وهجها القديم، كمثلة صف أول ونجمة تعطلت مسيرتها لأسباب شخصية، ينطبق نفس الأمر على الفنانة بسمة التي شاركت في "مسار إجباري" و"بدون سابق إنذار"، من المواهب الجديدة التي تألقت بقوة، والتي تنذر بفنان كبير قادم الفنان أحمد عبد الوهاب، الذي قام بدور يحي في "الحشاشين"، وهو فنان متعدد المواهب، ولا تقل عنه تألقًا، الفنانة ميرنا نور الدين، التي قامت بدور زوجة حسن الصباح كاشفة عن ممثلة كبيرة قادمة، وفي سياق آخر يتألق الفنان محمد يوسف "أوزو" كموهبة كوميدية ذات مذاق خاص في نفس المسلسل، على مستوى الكتابة قدم السيناريست "محمود حمدان"، مؤلف "حق عرب" نفسه كمؤلف كبير قادر على تقديم حبكة جيدة وخطوط درامية متوازية وإيقاع متصاعد، في حين أكد مهاب طارق موهبته كسيناريست مميز، من خلال مسلسل "لحظة غضب"، وهو عمل مختلف عن السائد، وهو نفس ما فعله فريق عمل (بدون سابق إنذار"، المكون من المي كفارنة وسمر طاهر وعمارصبري.. كل عام ومصر مليئة بالمواهب التي لا تنضب.. كل عام ونحن بخير.