هزيمة مُذلة أم استعداد لرفح.. أسرار الانسحاب الإسرائيلى المفاجئ من خان يونس
بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من قطاع غزة، عاد الفلسطينيون بحذر إلى مدينة خان يونس المدمرة، ما يشير إلى الرغبة في عودة الحياة الطبيعية بعد 4 أشهر من تدمير قوات الاحتلال للمدينة وخروجهم منها بهزيمة مذلة.
ولكن هذا الانسحاب المفاجئ أثار تساؤلات عدة، خصوصًا مع تناقض الروايات الإسرائيلية مع الواقع، وما إذا كان هذا الانسحاب بغرض التجديد والتجهيز بالفعل لعملية رفح أم بعد مقتل الجنود.
ما وراء الانسحاب الإسرائيلى المفاجئ من جنوب غزة
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن إسرائيل ادعت أنها أنهت مهمتها في خان يونس جنوب قطاع غزة بعد 4 أشهر من القتال العنيف والحرب الوحشية وهو السبب وراء الانسحاب المفاجئ من جنوب القطاع.
وتابعت أن جيش الاحتلال زعم أيضًا أن أن الفرقة 98 "أنهت مهمتها" في خان يونس، وغادرت القطاع "للتعافي والاستعداد للعمليات المستقبلية".
وأضاف جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قوة كبيرة بقيادة الفرقة 162 ولواء ناحال تواصل العمل في قطاع غزة، وستحافظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي وقدرته على تنفيذ عمليات استخباراتية دقيقة.
وتابعت الشبكة أن دبابات الاحتلال الإسرائيلي انسحبت بشكل كبير من خان يونس بين عشية وضحاها، ويتمركزون الآن على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، لتثير التساؤلات بشأن الرواية الإسرائيلية المتعلقة بالانسحاب.
ويتكون اللواء الإسرائيلي عادة من بضعة آلاف من الجنود، لكن لا يزال من غير الواضح على وجه التحديد عدد القوات الإسرائيلية التي انسحبت من غزة.
الفرقة 98 تم تعزيزها خصيصًا لمحاربة حماس فى خان يونس
وتابعت أن الفرقة 98 هي أكبر فرقة عسكرية على الإطلاق، حيث تم تعزيزها خصيصًا لمحاربة حماس في خان يونس متواجدة جنوب القطاع منذ يناير الماضي، ولكن بعد مقتل 4 جنود وإصابة العشرات انسحبت الفرقة بشكل مفاجئ من القطاع.
وأضافت أن إسرائيل زعمت أيضًا أن الانسحاب لن يكون له أي تأثير على عملياتها العسكرية ضد حماس، حيث تم تفكيك الغالبية العظمى من كتائب الحركة، وهو ما يخالف الوضع على الأرض.
وتابعت الشبكة الأمريكية، أنه ومن غير الواضح ما الذي يعنيه الانسحاب بالنسبة لخطط إسرائيل لاجتياح رفح، الجزء الجنوبي من غزة الذي أصبح ملجأ لمئات الآلاف من الفلسطينيين، حيث قالت إسرائيل إن التوغل في رفح ضروري لتحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس في غزة.
جالانت: القوات ستغادر غزة للتحضير لمهام متابعة بما فى ذلك فى منطقة رفح
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الأحد، إن القوات ستغادر غزة للتحضير لمهام متابعة، بما في ذلك في منطقة رفح.
وأضافت الشبكة الأمريكية أنه قبل الانسحاب، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأحد، إن وحدات كوماندوز داهمت وفتشت أكثر من مائة موقع في حي الأمل في خان يونس، حيث عثرت على نفق طويل وقضت على مقاتلي حماس، ولكن لا يوجد أي دليل على الادعاءات الإسرائيلية خصوصًا مع مقتل وإصابة العشرات من جنود الاحتلال.
وتابعت أن الانسحاب الإسرائيلي المفاجئ من جنوب غزة، أثار التساؤلات في الإدارة الأمريكية، حيث قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إنه من غير المرجح أن تكون هذه الخطوة علامة على بعض العمليات الجديدة القادمة، بل هي بالأحرى مجرد "راحة وتجديد".