أربع رسائل من الرئيس
رغم بساطة حفل إفطار الأسرة المصرية الظاهرية إلا أنه أحد دلالات فلسفة الحكم عند الرئيس السيسي، تقليد بسيط لم يسبقه له أحد من الرؤساء يكشف عن رؤيته للأمة المصرية، يري الرئيس المصريين أمة واحدة رغم التنوع والاختلاف ويري في رمضان فرصة لتجمع المختلفين وفق التقليد المصري الأصيل، في إفطار الأسرة ٢٠٢٢، أطلق الرئيس دعوته للحوار الوطني وسط حضور كبير لعدد من المعارضين وأعضاء الأحزاب المدنية، بعد عامين من إطلاق الحوار، جري إفطار الأسرة المصرية أمس في حضور المرشحين المنافسين في انتخابات الرئاسة، وشخصيات عامة كبيرة مثل عمرو موسي وزير الخارجية الأسبق واحد كبار المشاركين في الحوار الوطني، إفطار ٢٠٢٤ هو بشكل ما دليل نجاح على إفطار ٢٠٢٢ والدعوة التي أطلقها الرئيس فيه، نجحت فعاليات الحوار الوطني المختلفة، وتعاملت الدولة بتفهم مع ملف المحبوسين في قضايا ذات طابع سياسي ما وتم تخفيف الاحتقان والإفراج عن كل من لم يعد حبسه ضروريًا في إطار نظرة سياسية قانونية أمنية مشتركة، الجلسات المتخصصة في الحوار شهدت اجتهادًا كبيرًا من المشاركين في المحاور المختلفة وأهمها المحوران السياسي والاقتصادي وقد عبر الرئيس عن اهتمامه بمخرجات الحوار قائلًا (د ضياء قدم لي تسعين نقطة خرجت من الحوار الوطني ).. والمعني هنا أن الرئيس ليس فقط مهتمًا بالمخرجات لكنه قرأها وأحصاها واهتم بها الاهتمام الذي يتسق مع كونه صاحب الدعوة للحوار.. من رسائل الإفطار أيضًا ثناء الرئيس على الأمة المصرية العظيمة وعلى الشعب المصري الكريم وهي رسالة للمصريين أن يعتزوا بوطنهم وحضارتهم ورسالة لهواة الصيد في الماء العكر من عملاء هذه الدولة أو تلك، يكتسب إفطار الأسرة هذا العام أهميته من كونه أول إفطار في الولاية الجديدة للرئيس، وهو تعبير عن بداية مرحلة جديدة، يبدو فيها الجميع في حالة ثقة في الله وفي الوطن، ويبدو الرئيس واثقًا من صدق عزمه، وأمانة أدائه، وراغبًا في مزيد من الحوار بين المصريين جميعًا وفي مزيد من شرح ما تحقق وإيضاح الحقائق للناس، ولا يبتعد ذلك كثيرًا عن اختيارات الدولة لمجموعة من رؤساء التحرير الجدد، تمكينًا لأجيال شابة، وبحثًا عن كوادر وطنية لديها القدرة على شرح إنجازات الدولة بطرق موضوعية، ومجاراة حالة الحوار العامة في المجتمع والإسهام فيها ويمكن القول إن الأسماء المعلنة جميعها لاقت ارتياحًا وترحيبًا في مؤسساتها أولًا وفي الوسط الصحفي ثانيًا، توقيت الإفطار هذا العام كان مناسبة ليكرر الرئيس شرح المرتكزات الأربعة لولايته القادمة وهي إصلاح اقتصادي بلا حدود، وإصلاح سياسي يري الناس أثره بالفعل في خطوات الحوار الوطني، ثم وضع بناء الإنسان المصري ثقافيًا وصحيًا وتعليميًا كأولوية قصوي لهذه الفترة الرئاسية، والاستمرار في سياسية الاتزان الاستراتيجي التي برعت فيها الدولة المصرية على المستوى الخارجي، والتي أدي نجاحها لاستقرار الوضع الاقتصادي وتعاظم دور مصر الإقليمي.. كل المعطيات تدعو للتفاؤل.. ولعل القادم خير بإذن الله.