أبو عاصى يدحض أدلة السلفيين فى تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم
كشف الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، سبب تحريم السلفيين تهنئة المسيحيين بأعيادهم.
وقال "أبوعاصي"، خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن"، تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز"، إن فتواهم بسبب فهمهم الخاطئ، أن التهنئة بالعيد أي راض عن اعتقاده، ومن وجهة نظرهم اعتقاده كفر، وبالتالي أنت راض بالكفر، والرضا بالكفر كفر.
وأشار إلى أن التهنئة لا تعني تأييد الاعتقاد، وإنما تهنئته بفرحة يعيشها، ثم هل ينكر عاقل أو مسلم قرأ القرآن أن الإسلام جعل للمسلم أن يتزوج من مسيحية، فكيف يتزوجها ولا يشاركها فرحتها ويهنئها؟ مردفًا: "السلفية يقولون تتزوجها لكن لا تحبها".
ولفت إلى أن السلفيين لديهم سبب آخر، وهو قضية الولاء والبراء ألا توالي الكفار، وهذا المبدأ له تأثير سلبي جدًا في كل تعاملاتنا مع المسيحي، موضحًا أنهم يوظفون آيات في غير موضعها، ويستدلون بآية "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، ويقولون ما دام لن يرضوا عنك يبقى بيكرهوك وبيحاربوك فكيف تبادلهم بالأعياد وتهنئهم وهو ويدمر لك الشر ويتربص بك؟.
وأردف أبو عاصي: "لن يرضى عنك اليهود ولا النصارى حكم مقيد في حالة معينة، لأنه لو كان مطلق، سيكون القرآن يعارض بعضه"، لأنه في القرآن أيضًا "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة ورحمة الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبان".
وأكد أنه لا يمكن أخذ كل آية بحكمها بإطلاق، وأنه من القواعد الأساسية أن المفسر عندما ينظر في الآيات ينظر في الآيات العامة، ويبحث هل لها مخصص أو لا؟ ثم ينظر هل لها مقيدات أو لا؟ وينظر في المجملات هل لها مبينات أو لا؟ ولا يؤخذ الحكم من نص واحد، أما التجزئة ونزع الآية من سياقها والبناء عليها هذا من الأخطاء الجسيمة جدا في تفسير القرآن، ومن يتعرضون للتفسير من المعاصرين غالبا يفسر النص وهو غافل عن باقي النصوص التي قد تقيده أو تخصصه أو تبينه.